النقابي الجنوبي: اعلان كاك بنك
مقالات الراي الجنوبي

البنك الأهلي اليمني… أكثر من مجرد مصرف، إنه جزء من هوية وطننا

 

كتب/ جلال باشافعي 

حين نتحدث عن المؤسسات الوطنية التي وُلدت من رحم الاستقلال، فإن البنك الأهلي اليمني يتصدر المشهد، لا كمصرف فحسب، بل كرمز سيادي واقتصادي، يعكس تطلعات شعب بأكمله في بناء وطن مستقل وقوي.

تأسس هذا الصرح العظيم في 27 نوفمبر 1969، في قلب مدينة عدن، بعد أن انتزع الجنوب حريته من الاستعمار البريطاني، ليكون أول بنك حكومي وطني في الجنوب المستقل آنذاك. لم يكن تأسيسه قرارًا اقتصاديًا فقط، بل كان خطوة سياسية وطنية شجاعة، جسدت الإرادة الشعبية في استعادة القرار السيادي من البنوك الأجنبية التي كانت تسيطر على مفاصل الاقتصاد.

ولأن الجنوب في تلك الفترة كان يعيش مرحلة التحرر وبناء الدولة، جاء قرار تأميم فروع البنوك الأجنبية، ودمجها جميعًا في كيان مصرفي واحد، هو البنك الأهلي اليمني. فصارت فروع مثل البنك العربي، بنك الهند، البنك البريطاني للشرق الأوسط، بنك تشارترد، بنك حبيب، البنك الوطني، وغريندليز، جزءًا من هذا الكيان الوطني الجديد.

منذ انطلاقته، لم يكتفِ البنك بدور الإيداع والسحب، بل تحوّل إلى شريك تنموي حقيقي، مول مشاريع في الزراعة، الصناعة، الأسماك، النقل، الاتصالات، والإسكان. لقد كان حاضرًا في كل مفصل تنموي، يساهم في بناء الجنوب حجرًا فوق حجر.

وعندما جاءت وحدة مايو 1990، ورغم التحديات، حافظ البنك على هويته كجهة وطنية حكومية، وعدّل نظامه في 1991 ليواكب التشريعات الجديدة، لكنه بقي وفيًا لرسالته كذراع اقتصادي للدولة، تحت إشراف وزارة المالية.

اليوم، وبعد كل العواصف السياسية والاقتصادية التي عصفت بالبلاد، لا يزال البنك الأهلي اليمني واقفًا، شامخًا، يؤدي دوره بكل كفاءة كمؤسسة مصرفية وطنية، تقدم خدماتها للشعب، وتحتفظ بأمانة التأسيس والانتماء للأرض والناس.

تحية لكل من ساهم في تأسيس هذا الصرح… وتحية لمن لا يزالون يحملون الراية، في زمن تتساقط فيه القيم وتُباع فيه الأوطان.

البنك الأهلي اليمني… جزء من الذاكرة، وركيزة في الحاضر، وضمانة للمستقبل.

جلال باشافعي | صوت الشعب الجنوبي

زر الذهاب إلى الأعلى