أ/ اكرم مقبل يكتب في ذكرى رحيل القائد المناضل /العميد الركن/ فريد مقبل صالح: مسيرة خالدة ورجلٌ لايُنسى

أ/ اكرم مقبل يكتب في ذكرى رحيل القائد المناضل /العميد الركن/ فريد مقبل صالح: مسيرة خالدة ورجلٌ لايُنسى
كتب/ أ/ أكرم قاسم مقبل صالح
ليس لنا من بد هنا الا ان نكتب ،وليس لنا من خيار اخر الا ان ننصف قائدا اعطى ولم يأخذ.. وهب حياته فداء لتربة وطن وحرية وكرامة مواطن.. صحيح ان العين لتدمع وان القلب ليحزن ،وان لفراقك ايها القائد الصنديد اللواء الركن / فريد مقبل صالح.
مهما حاولنا ان نكتب فإن الاحرف والكلمات والاسطر الجامعة لايمكن ان تفيك حقك .. من السهل علينا أن نؤلف كتبا ومعاجما، ولكن من الصعب علينا أن نصل إلى ماوصلت إليه من اخلاق وكرم وشجاعة قلما نجد مثلها في زمننا هذا
تمر الذكرى.. ويزداد الألم، ففي مثل هذا اليوم، 27 مارس 2022، فقد محافظة الضالع والجنوب أحد أعظم رموزها ورحل عنّا القائد الفذ، العميد الركن فريد مقبل صالح، الذي عاش مناضلًا صلبًا ومات وفيًا لقضيته، تاركًا خلفه إرثًا نضاليًا خالدًا ومسيرةً ناصعة، لم تلوّثها المصالح الشخصية أو الأضواء والمناصب.
فريد مقبل.. القائد الذي لا يُنسى
لم يكن العميد الركن /فريد مقبل صالح مجرد قائد عسكري، بل كان رمزًا للنضال والثورة الجنوبية، رجلًا حمل همّ الوطن على كتفيه منذ انطلاق الحراك الجنوبي السلمي، وجعل من قضيته غايةً وحياةً، ومن النضال واجبًا مقدسًا.
كان صوته الجهوري يهز الأعداء قبل أن تهزّهم المعارك، وكانت كلماته توقظ الهمم وتبعث الحماس في نفوس المقاومين الاقحاح
لم يكن نضاله مجرد شعارات، بل كان رجل الميدان والتنظيم العسكري، اذ انه لعب دورًا بارزًا في تأسيس الكتائب والالوية القتالية في الضالع وعدن، وساهم في ترتيب صفوف المقاومة وتعزيز قوتها العسكرية.
لم يكن غيابه عن الإعلام ضعفًا، بل كان اختيارًا منه، لأنه آمن بأن الحرية تُنتزع بالفعل ،وليس بالظهور الإعلامي، فكان في مقدمة صفوف المقاومة الشعبية، يشارك في حشد الجماهير وتنظيم المسيرات الحماسية التي كانت نبض الثورة الجنوبية وروحها.
لم يسعَ إلى منصب أو مكاسب، بل نذر نفسه للوطن والحرية والكرامة، وكان شعاره الدائم:
“الحرية أولًا.. مهما كان الثمن.”
رفيق الأبطال.. ومسيرة لا تموت
برحيله، التحق القائد /فريد مقبل صالح برفاق دربه، أولئك الذين سبقوه منهم على درب النضال والتضحية، وعلى رأسهم:
الشهيد القائد/يحيى الشوبجي وأبناؤه الأربعة، الذين سطروا ملحمةً خالدة في الدفاع عن الضالع وقضية الجنوب.
الشهيدالقائد اللواء الركن/ سيف سَكْرة وابنه وليد سيف سكره ، أحد الرموز البطولية في معارك الضالع ضد مليشات الحوثي
القائد العميد الركن/ عبدالقوي لخجم، الذي ترك بصمةً لا تُمحى في تاريخ المقاومة الجنوبية، وغيرهم من الشهداء الأبرار، الذين كتبوا تاريخ الجنوب بدمائهم الطاهرة، ومضوا على طريق العزة والكرامة حتى الرمق الأخير.
اليوم، لم يبقَ إلا القليل من هؤلاء القادة العظماء، ومن بقي منهم أثقلته الجراح وأضنته المعارك، لكنهم لا يزالون على العهد، ثابتين على المبادى لايضرهم من خذلهم ، وبذلك لم ولن يساوموا.
وداعًا أيها القائد.. ستبقى في القلوب
برحيلك ايها القائد الفذ فان الخسران حل واستوطن في الجسد الجنوبي لاسيما وان صولاتك وجولانك النضالية في ساحات وميادين الوغى مازالت شاهدة، لهكذا لقد فقد الجنوب أحد أخلص رموزه الوطنية بمحافظة الضالع خاصة،والجنوب عامة
لم يكن فريد القائد/ فريدمقبل صالح مجرد فردٍ من العائلة فقط ،، بل كان قدوةً ومعلّمًا وقائدًا شامخًا، كان رجلًا لا يعرف التراجع، ولا يعترف بالهزيمة.
رحيله خسارةٌ فادحة علينا وعلى أبناء الضالع خاصة ،والجنوب عامة ،ومع هذا مازالت ذكراه ستظل حيّة في قلوبنا، وستبقى مواقفه العظيمة نبراسًا يضيء درب الأحرار، ودافعًا لمواصلة النضال حتى تحقيق أهدافه العادلة.
المجد والخلود للعميد الركن فريد مقبل صالح، والمجد والخلود لكل شهداء الضالع و الجنوب الأبرار.
إنا لله وإنا إليه راجعون.. وحسبنا الله ونعم الوكيل