الانتقالي الجنوبي … الرقم الصعب في حضرموت

كتب / رائد عفيف
تشهد حضرموت مرحلة حساسة من التحولات السياسية، حيث أصبحت التحالفات الجديدة محور النقاش بين الأطراف المختلفة. تصريحات محافظ حضرموت، بن ماضي، التي أشاد فيها بالزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، أثارت اهتمامًا واسعًا. هذه التصريحات تعكس تغيرًا في المواقف السياسية، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول أبعاد هذه التحركات وتأثيرها على مستقبل المحافظة.
في ظل التغيرات الدولية والإقليمية والتفاهمات الجديدة، بن ماضي، الذي يُعتبر حليفًا للرئيس العليمي ورمزًا لحزب المؤتمر الشعبي العام، وجد نفسه في مواجهة معقدة مع بن حبريش والهبة الحضرمية. بن حبريش، الذي كان يُستخدم سابقًا كورقة ضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي من قبل أطراف إقليمية، لم يتمكن من إضعاف المجلس أو تقليص نفوذه. على العكس، توقف داعموه عن دعمه في الوقت الراهن، مما يعكس اعترافًا واضحًا بقوة المجلس الانتقالي الجنوبي وتصاعد مكانته السياسية.
تحركات الرئيس عيدروس الزبيدي الأخيرة في جميع محافظات الجنوب لم تكن مجرد تحركات رمزية، بل هي تأكيد على أن المجلس الانتقالي الجنوبي يمتلك زمام المبادرة ويسيطر بقوة على المشهد الجنوبي. هذه التحركات، المدعومة بتفاهمات دولية وإقليمية في الوقت الراهن، تُظهر أن المجلس الانتقالي لم يكن مجرد جهة متأثرة بالضغوط، بل كان يخطط ويستثمر الفرص لإثبات نفسه كرقم صعب في المعادلة السياسية.
يوماً بعد يوم، يثبت لنا المجلس الانتقالي الجنوبي أنه المكون القوي رغم كل الحملات الإعلامية المضادة والإشاعات الكاذبة، مما يعكس مدى التزام المجلس الانتقالي والقيادة الجنوبية في المجلس بتحقيق أهدافهم والحفاظ على استقرار الجنوب. هذا الثبات يعزز مكانة المجلس كرقم صعب في المعادلة السياسية.
وفي تصريح قوي يعكس موقف المجلس الانتقالي الجنوبي، قال اللواء الزبيدي: لن نسمح بزعزعة الأمن في حضرموت وسنُنهي أي صراع يسمح بدخول المليشيات والجماعات الإرهابية. هذا التصريح يؤكد التزام المجلس بالحفاظ على استقرار المحافظة ومواجهة أي تهديدات قد تؤثر على أمنها.
من جانبه، أكد المحافظ بن ماضي قائلاً: قدّمنا كل التنازلات حتى لا تنزلق المحافظة إلى مربع الفوضى. هذا التصريح يظهر أهمية التعاون بين الأطراف المختلفة لتحقيق الاستقرار.
رغم الخلافات السابقة بين بن ماضي والمجلس الانتقالي الجنوبي، بما في ذلك خلافه مع البحسني، عضو المجلس ونائب رئيس مجلس القيادة، إلا أن الظروف السياسية دفعت بن ماضي إلى البحث عن دعم المجلس الانتقالي. هذه الخطوة تعكس إدراكه لأهمية المجلس كقوة سياسية قادرة على التأثير في المشهد العام.
من جهة أخرى، المجلس الانتقالي الجنوبي يظل القوة الأكثر تأثيرًا في الجنوب، حيث أثبت قدرته على التعامل مع التحديات السياسية بمرونة وذكاء. تحالفاته ليست مجرد خطوات عابرة، بل تعبر عن رؤية استراتيجية تهدف إلى تحقيق تطلعات الجنوب وتعزيز مكانته.
في عالم السياسة، القوي هو من يعرف كيف يفرض نفسه ويُعيد تشكيل المعادلات. المجلس الانتقالي الجنوبي أثبت أنه الرقم الصعب في حضرموت، بتحركاته وتحالفاته التي تعكس قوة إرادته ووضوح رؤيته. ومع كل تحدٍ جديد، يظل المجلس الانتقالي حجر الزاوية في أي تحرك سياسي يهدف إلى تحقيق تطلعات الجنوب وتعزيز استقراره.