اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

الكاتب والصحفي الجنوبي خالد سلمان يكتب “الحوثي بندقية للإيجار السياسي”

 

بقلم / خالد سلمان

أبدى ليندر كينج في حديثه لقناة الحدث أمس الإثنين ، قلق بلاده من التقارير التي تشير إلى دعم روسيا للحوثيين في هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر.

المبعوث الإمريكي إلى اليمن يدرك أن هجمات الحوثي التي وصفها بالمؤقتة على الممرات المائية ، ليست معزولة عن جملة مناطق الصراع والتوتر الدولي ، وأن الجميع يستثمر في الحوثي ، الذي يقدم نفسه كجماعة منفصلة عن مصالح اليمن، وبندقية للإيجار السياسي ، تستخدمه إيران لإدارة ملفاتها مع واشنطن والغرب، ورفع مستوى الحوافز الواجب دفعها لطهران، مقابل إصدار التوجيهات لوكيلها بوقف تهديد الملاحة الدولية، أي أنها تدير صراعاتها بعقلية العصابة حيث مضاعفة الاتاوات عبر الإبتزاز.

وصف ليندر كينج بأن واشنطن ليست قلقة مما يجري في البحر الأحمر، وإعتبارها مشكلة مؤقتة ، تزيح الستار عن ثقته بأن مفاوضات بلاده مع إيران ستثمر في النهاية عن إسكات الحوثي ، وإن الشعار الذي يرفعه لنصرة غزة ،هو مضلل وكذوب فكل المكاسب يتم تحصيلها من قبل سلطة خامنئي ،ولا شيء من ريع هذا الفعل يذهب لصالح غزة، لا في السياسة ولا بوقف الهمجية الدموية لإسرائيل ولا بفك الحصار .

الحوثي في حديث ليندر كينج يضع نفسه على آلة كشف الكذب الإمريكية، فهو أول المندفعين بحماسة لإستعجال صياغة خارطة الطريق لحل الأزمة اليمنية وهو أول المعطلين لها بتوجيهات إيرانية ، وإن هذا اليمن منكوب بجماعات ولائية تؤمن أن ولي الفقي القابع في طهران ، هو القائد العام وهو صانع القرار وهو الرمز المطاع، وإن اليمن تفصيلة في سياق عام ، تنتظم فيه جميع الأدوات والوكلاء تحت عباءة السياسة الإيرانية، من العراق إلى حزب الله لبنان، إلى جماعات في سورية وحتى حوثي اليمن.

جميع الدول المطلة على البحر الأحمر وليست إسرائيل ، هي من تدفع ثمن العبث الصبياني الحوثي في مصر بتعطيل قناة السويس، والسودان بوقف عمليات الإغاثة ، واليمن بتوسيع رقعة الجوع ، وكذا أثيوبيا وجيبوتي الدولة الهشة المعتمدة في ماليتها العامة على حركة السفن ،وتتسع الأضرار لتطال الصين التي وصفها كينج بالدولة الأكثر تضرراً، جراء عمليات ضرب السفن في البحر الأحمر، دون أن ينسى التذكير بان اليمن على موعد مع كارثة بيئية، حال تسرب نفط الناقلة “سونيون” ، كارثة تفوق بأربعة أضعاف أكبر تسرب نفطي شهده العالم في الثمانينات من “اكسون فالديز” في المحيط الهادي .

لافروف في السعودية ومن المؤكد ستضغط الرياض على موسكو، من موقع الشريك الإقتصادي في كثير من المشاريع الروسية ، لعدم المضي بتهديدات بوتين بتسليح الحوثي، وستفعل سائر دول الخليج ، ومع ذلك لن تُسقِط موسكو ورقة الحوثي من يدها، وستلعب بها كنرد ترميه على طاولة صراعها مع الغرب في ملف أوكرانيا.

الحوثي مجرد مسمار متناهي الصِغر ، في ترس المصالح الدولية وحروب حصص الكبار، وإن ما سينال اليمن من نهجه الصبياني العبثي غير الوطني ، وكتشكيل مسلح يجري عملية تحديث تصنيفه كجماعة إرهابية ، لن ينال اليمن سوى المزيد من العزلة والنبذ والإفقار والحروب الداخلية، وإطالة أمد المأساة بالمضي بإدارة حروب الغرباء، في بلد الكل يصفي حساباته ، على رقعته المثخنة بعشرية الجمر وربما تليها عشرية أُخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى