شعبنا الجنوبي البطل.

ندى عوبلي
كي تنتصر للوطن تحالفوا، تعاضدوا، تنازلوا لبعضكم البعض، اهتموا بأهدافكم الاستراتيجية أولاً.
ها هو الجنوب العربي يستعيد أنفاسه وهو مشرأب الأعناق ببناء مجتمعه الجنوبي المدني وإعادة الروح له من خلال إشهار اتحاداته تباعاً بتنافس شريف بين كل الاتحادات المدنية للمجتمع، فمن اجتهد لإشهار كيانه بتحالف أعضائه وعملهم الدؤوب بوحدة الصف ارتقى وكان نجاحه سبّاقاً ومن تخللته العصبيات بين أعضائه تأخر عن الركب وبات بأنانية يجد لتعطيل العمل الوطني ، للأسف كل يبحث عن موقعه فقط بغض النظر عن الاستراتيجية للهدف أيهما الأفضل ؟! إن دل هذا على شيء إنما يدل على ضعف الوعي للشخص وإنهاك الوطنية في عمقها ومعناها للأسف دونما مبالاة، ربما لخلفيات أنانيتهم بحسابات عقيمة لا تجدي نفعاً بل تكون سلباً على المجتمع ودون تحقيق انتصارات للبلد.
متى يستشعر هؤلاء فداحة ما يعملون !! و يتوقفون عن بلادتهم هذه ويكونون فاعلين إيجابيين أمام قضية شعبهم الذي أرهقته الحروب والصراعات السياسية ؛ بل لابد أن يعيدوا حساباتهم إن كانوا في غفلة من أمرهم ويتيقظوا أن الوطن يحتاج للاوفياء المخلصين ويحتاج أكثر من أي وقت مضى للتعاضد والتآزر والتنازلات لبعضهم البعض حباً في الوطن كي تظهر كل الاتحادات بنجاح باهر ، ويفاخر الوطن بكل ابنائه من الجنسين ذكوراً وإناثاً ويشعر حقاً أن له وطن تعافى من المناطقية والعصبية المقيتة، حينما يجتمع كل أبنائه في التنافس الشريف على حبه والعمل على بنائه كما يحلم أن يكون في مصاف الدول الحديثة بلا تعقيدات مفتعلة ووضع العصي أمام دواليب النجاحات للاخفاق المتعمّد وبشهية خبيثة.
إن من يتعمّد فعلاً ضرب أي نجاح للآخر فهو إما مريض بالأنانية أو يعمل بلا وطنية وجل اهتمامه ذاته فقط ؛ فلكل داء دواء وعلاج هؤلاء تعزيز الثقة بذواتهم عبر دورات تأهيلية ليشعروا بأهمية دورهم إذا ما تصوب فعلاً ، أو تركهم أن اشتد غباؤهم وتعمد تعطيل أي بناء للمجتمع ، وليمض المخلصون باستكمال مهامهم ، صحيح أن هذا الطريق طويل نوعاً ما وسيؤخر الإنجاز لبعض الوقت لكن لن يمنعه بتاتاً، فلا يصح إلا الصحيح بالنهاية ، ولمثل هؤلاء المعرقلون نقول ماذا استفدتم مما عملتم غير أنكم أخرتم نصر الجنوب وإظهاره كمجتمع متعاضد متكامل متجانس حفي أن يصل لما يصبوا إليه في استعادة وطنه أرضاً وإنساناً ولم تكونوا عوناً له وبهذا لن تكونوا إطلاقاً من صفوة المجتمع بأعمالكم المتخاذلة المشينة، وإن صرختم باسم الوطنية وهتفتم بحب الوطن فالوطنية حزمة من القيم والمثل الإيجابية لا تنفك فرادى.
الوطنية أن تكون مع أبناء شعبك باغلبيته الساحقة لتحقيق أهدافهم جميعاً لا أن تغرد خارج السرب.