(توكل كرمان).. حمالة الخطب وتاجرة الدماء!

كتب/ جلال باشافعي
في زمن الفوضى، يبرز تجار الحروب كأبطال مزيفين، يتقنون لعب الأدوار، ويعرفون كيف يستغلون آلام الشعوب لصناعة أمجادهم الخاصة. توكل كرمان واحدة من هؤلاء، خرجت بشعارات براقة عن الثورة والحرية والعدالة، لكن الحقيقة كانت شيئًا آخر تمامًا.
من شعارات الثورة إلى إشعال الفتنة
كانت توكل كرمان تقدم نفسها على أنها مناضلة، لكنها في الحقيقة لم تكن سوى أداة بيد قوى الظلام، تحركها المصالح والأجندات الخارجية. استخدمت الشباب اليمني وقودًا لمشروعها، زرعت الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، وحوّلت الثورة إلى صراع دموي أفقد اليمن استقراره، وألقى به في أتون حرب لا تزال مستعرة حتى اليوم.
تحولت من مجرد ناشطة إلى تاجرة خطب، تبيع الكلمات الحماسية للعامة، بينما تخطط في الخفاء مع من يدفع أكثر. لم تكن تسعى إلى وطن حر، بل إلى دولة مفككة ضعيفة، يسهل التحكم بها وتوجيهها وفقًا لمصالح الجهات التي تخدمها.
نوبل على حساب دماء اليمنيين
عندما حصلت على جائزة نوبل للسلام، هل كان ذلك لأنها حققت السلام؟ أم لأنها ساهمت في تفكيك اليمن وتمزيق نسيجه الاجتماعي؟ العالم ربما صدّق كذبتها، لكن اليمنيين وحدهم يعرفون الحقيقة.
هذه الجائزة لم تكن إلا مكافأة على دورها في إشعال الفتنة ونقل اليمن من مرحلة الاستقرار النسبي إلى جحيم الحرب والدمار. استغلت المأساة، وجعلت من دماء الأبرياء وسيلة للصعود على الساحة الدولية، متنقلة بين العواصم، مدعية النضال، بينما الوطن يحترق!
من ساحات الفوضى إلى رفاهية أوروبا
اليوم، أين هي توكل كرمان؟ هل لا تزال في مقدمة الصفوف تناضل من أجل الشعب الذي خدعته يومًا؟ بالطبع لا. بل تعيش حياة الترف في أوروبا، تتنقل بين المؤتمرات والندوات، تجمع الأموال، وتحصد المناصب، مستفيدة من الخراب الذي ساهمت في صناعته.
تركت اليمنيين يعانون الفقر، الجوع، والتشريد، بينما تنعم هي بالمكاسب التي حققتها من دماء الأبرياء. لم يكن حب الوطن دافعها، بل حب السلطة والمال، والرغبة في تحقيق المجد الشخصي حتى لو كان على حساب وطنٍ دُمّر بالكامل!
لن ننساكِ.. والتاريخ لن يرحمكِ!
قد ينسى البعض، لكن اليمنيين لن ينسوا من خانهم، ولن يغفروا لمن باعهم الوهم، ثم تركهم في مواجهة المجهول. قد تهربين بعيدًا، لكن الحقيقة تظل ثابتة، والجرائم لا تسقط بالتقادم.
توكل كرمان.. حمالة الخطب التي خدعت البسطاء بالكلمات، وأحرقت الوطن بالأفعال، ستبقى لعنات اليمنيين تلاحقكِ حيثما حللتِ، والتاريخ سيسجل أنكِ لم تكوني سوى خنجر في خاصرة اليمن!
جلال باشافعي
ناشط نقابي وسياسي جنوبي