اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

الشهيد فضل التومة: أسد الجنوب ورمز التضحية والفداء

الشهيد فضل التومة: أسد الجنوب ورمز التضحية والفداء

كتب/جلال باشافعي

في صفحات التاريخ الخالدة، تُكتب أسماء الأبطال بحروفٍ من نور، ومن بين هذه الأسماء العظيمة يسطع نجم الشهيد فضل عبدالله محسن التومة القميشي، الرجل الذي لم يعش لنفسه، بل عاش لوطنه وأرضه، فكان نموذجًا للفروسية والكرامة، ورمزًا للشجاعة التي لا تلين.

نشأ فضل التومة على مبادئ الرجولة الحقة، فتربى على حب الوطن، وعُرف بصفاته النبيلة التي جعلته محبوبًا بين الناس، كان رجلًا يُلجأ إليه في الشدائد، وصوتًا للحكمة والإصلاح، لا يهدأ حتى يرى الحق منتصرًا، ولا يتوانى عن تقديم الخير لكل محتاج.

وعندما دقّت طبول الحرب، وأراد الغزاة تدنيس أرض الجنوب الطاهرة، كان من أوائل الرجال الذين هبّوا للدفاع عنها، فحمل سلاحه ووقف كالجبل في وجه المعتدين، ليقاتل بكل بسالة وشرف في جبهة الضلعة – قرن السودا، حيث سطّر بدمه الزكي أروع ملاحم البطولة والتحدي، حتى ارتقى شهيدًا يوم الجمعة 29 مايو 2015، ليكتب اسمه في سجل الخالدين.

لقد فقدت قبائل حمير وشبوة والجنوب رجلًا لا يُعوض، لم يكن مجرد محارب في الميدان، بل كان صوت الحق، ويد الخير، وراعي الصلح، ودرع العز والشرف. خسارته ليست مجرد غياب جسد، بل فراغ لا يملؤه أحد، فقد كان مدرسة في التضحية والنخوة، ومثالًا في الإخلاص للوطن والدين.

لكن الرجال العظماء لا يموتون، تبقى آثارهم شاهدةً عليهم، وتظل أعمالهم الطيبة ممتدةً في الحياة، وها هي أسرته تواصل مسيرته المشرّفة، عبر دعمها للمركز التعليمي لتحفيظ القرآن الكريم في هدى مركز حبان، ليظل الخير الذي زرعه ممتدًا، ولتظل روحه الطاهرة حيةً في قلوب الأجيال القادمة.

رحمك الله يا فضل التومة، وجعل دماءك الطاهرة لعنةً على الغزاة، ونورًا ينير درب الأحرار حتى تحرير كامل تراب الجنوب.

جلال باشافعي
ناشط نقابي وسياسي حنوبي

زر الذهاب إلى الأعلى