اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

من تعز إلى عدن… حين يتحوّل “الحرص” إلى فتنة

 

كتب / رائد عفيف

في مقال سابق، تحدثنا عن تعز التي تُقتل بصمت، بينما ينشغل المفسبكون بالحديث عن أمن عدن وكأنهم أوصياء على الجنوب. اليوم نكمل هذا الخط، لنكشف كيف يُستخدم “الحرص الإعلامي” كأداة للتحريض، لا للحماية.

في الجنوب، كل يوم هناك تحسّن: أمنٌ يتماسك، اقتصادٌ يتحرك، وتنميةٌ تتنفس رغم كل التحديات. لكن كلما خطا الجنوب خطوة نحو الاستقرار، يظهر من يصرخ:
“احذروا على عدن!”، “هناك اختراقات!”، “نحن حريصون على الجنوب!”

لكن من يصرخ؟
ليسوا فقط من خارج الجنوب، بل ومعهم إعلاميون جنوبيون مشهورون، يروّجون لنفس الخطاب، ويعيدون إنتاج نفس المخاوف، وكأنهم لا يرون الواقع، أو لا يريدون له أن يستقر.

كل يوم، تُطلق الإشاعات، ويُمارس التضليل، وتُنسج الأكاذيب على القيادات الجنوبية وعلى المجلس الانتقالي الجنوبي.
كل ذلك لأنهم لا يريدون للجنوب أن يستعيد كرامته، ولا لدولته أن تنهض.
لا يريدون لعدن أن تكون مختلفة… يريدونها مثل باقي مناطق الجمهورية العربية اليمنية: تحت الهيمنة الزيدية، وتحت وصاية من يظن نفسه أصل اليمن ومالكه.

وعلى الرغم من أن الجنوب، عبر التاريخ، كان الحضن الذي يلجأ إليه أبناء تعز والشمال عمومًا كلما ضاقت بهم الهيمنة،
إلا أن البعض يصرّ اليوم على الكذب عليه، والتحريض ضده، وتشويه صورته باسم “الحرص” الزائف.
فمن المفترض ألا يسمح أبناء الجنوب لأحد أن يزوّر واقعهم، أو يعبث بأمنهم، أو يطعن في قياداتهم.

الخوف ليس على الجنوب، بل من الجنوب.
من عدن التي تُثبت أنها قادرة على النهوض دون وصاية، دون شعارات مستوردة، ودون إعلاميين يتحدثون باسمها وهم لا يعرفون وجعها ولا حلمها.

هؤلاء لا يحمون الجنوب، بل يُحاولون إثارة الفوضى فيه.
يتحدثون عن “الاختراقات” بينما هم أدوات اختراق.
ينشرون “تحذيرات” بينما هم مصدر الخطر الحقيقي.

يا أبناء الجنوب، لا تصدقوا كل من يكتب عنكم وكأنه يعرف مصلحتكم أكثر منكم.
لا تنخدعوا بمن يتباكى على أمن عدن وهو لا يعيش فيها.
لا تثقوا بمن يُحرّض باسم “الحرص”، فذلك الحرص ليس إلا فتنة مغلّفة.

الجنوب لا يحتاج وصاية… بل يحتاج وعيًا لا يُشترى، وقرارًا لا يُدار من الخارج.

زر الذهاب إلى الأعلى