مسعدة واولادها .. مفارقة مخجلة لايقبلها عقل

كتب/ جلال باشافعي
مسعدة وأولادها يتباكون ليل نهار على الجنوب، يصورونه وكأنه محتلاً من أهله، لكنهم في الوقت ذاته يتركون الشمال للحوثي، يسرح ويمرح فيه دون أدنى مقاومة. أي منطق هذا؟ وأي كرامة تلك التي تجعلكم تصمتون على من طردكم من بيوتكم واستولى على أرضكم، ثم تحولون بوصلتكم نحو الجنوب وكأنه السبب في مأساتكم؟
لماذا لا نسمع لكم صوتًا ضد الحوثي؟ لماذا لا تتحول هذه الحملة التي تملأ وسائل الإعلام ونشرات الأخبار إلى دعوة لاستعادة الشمال؟ هل أصبح الحوثي قدرًا لا يمكن تغييره أم أنكم تخشون مواجهته؟
الجنوب ليس مشكلتكم، الجنوب لم يستولي على منازلكم ولم يعبث بأرضكم. مشكلتكم الحقيقية هي في الشمال الذي سلمتموه للحوثي دون قتال، وأصبحتم لا تجرؤون حتى على ذكر اسمه في خطاباتكم.
تتحدثون عن “طرد المحتل الجنوبي” من أرض الجنوب، لكن أين كانت شجاعتكم عندما طردكم الحوثي من أرضكم في الشمال؟ أم أن هذه الشجاعة لا تظهر إلا أمام أبناء الجنوب الذين دافعوا عن أرضهم واستعادوها بدمائهم؟
حان الوقت لتفيقوا من هذا الوهم، الجنوب ليس مشكلتكم، مشكلتكم هي تخاذلكم أمام الحوثي. واجهوا حقيقتكم قبل أن تتحدثوا عن أرض ليست أرضكم وقضية ليست قضيتكم.
جلال باشافعي
ناشط نقابي وسياسي