في حب الوطن، لا تكن محايداً.. كن متطرفاً حتى آخر نفس

كتب/ جلال باشافعي
نحن الجنوبيين لم يكن لدينا يوماً خيار الحياد تجاه قضايانا المصيرية، لأن سنوات الوحدة لم تكن شراكة ولا أخوة كما زعموها، بل كانت سنوات قهر وظلم واستبداد. عشنا في ظل نظام استهدف هويتنا وكرامتنا، حاول طمس تاريخنا وسرقة مواردنا. شعار “الوحدة أو الموت” لم يكن مجرد كلمات، بل كان سيفاً مسلطاً على رقابنا، يحمل في طياته رسالة واضحة: الخضوع أو الفناء.
تلك السنوات كانت كابوساً مظلماً على الجنوب، سنوات لم نعرف فيها سوى الإقصاء والتهميش، لم نكن نملك حتى حق الدفاع عن أنفسنا أو التعبير عن هويتنا. كرامتنا كانت مسلوبة، وصوتنا كان مخنوقاً، وأحلامنا كانت تُدفن تحت وطأة شعارات زائفة ووعود كاذبة.
لكن إرادة الشعوب لا تموت، والحق لا يُدفن مهما طال الزمن. جاء المجلس الانتقالي الجنوبي ليضع حداً لتلك الحقبة السوداء، ليعيد لنا كرامتنا المسلوبة وعزتنا التي حاولوا طمسها. معه استعدنا ثقتنا بأنفسنا، واستعدنا حقنا في الدفاع عن هويتنا وأرضنا. الانتقالي لم يكن مجرد قيادة سياسية، بل كان شعلة أمل أشعلت روح النضال في كل جنوبي.
اليوم، نقولها بكل فخر: لن نعود إلى سنوات الذل والقهر، ولن نسمح لأي قوة كانت أن تهدد كرامتنا أو تسلب حريتنا. الجنوب حُر، وسيبقى حُراً، وسندافع عن هويتنا وحقنا في تقرير مصيرنا حتى آخر نفس.
جنوبنا هويتنا، وكرامتنا هي سلاحنا الذي لن نتخلى عنه أبداً. الوحدة التي تُفرض بالقوة ليست وحدة، وحب الوطن الحقيقي هو أن تصون كرامتك وتدافع عن حقك مهما كان الثمن.
جلال باشافعي
الاتحاد العام لنقابات الجنوبيه