التشيع العربي : توضيب الانسلاخ عن طهران

كتب/صالح بامقيشم
صراع قديم وتقليدي يدور بين مرجعيتي قم والنجف الاولى هي تعبير عن كيفية تعاطي الإمبراطورية الفارسية مع الدين والأسلوب المتجدد لامتصاص الدين وإعادة قولبته ثم تسويقه مجددا في صورة نفوذ سياسي في المنطقة بينما تمثل الثانية جوهر المعتقد الشيعي بصيغته العربية المعتزة بالانتماء حيث تعتبر مرجعية النجف أنها الأصل وأنها مركز التشيع
يبدو أن السعودية تريد اللعب في هذه المساحة المكشوفة من خلال إنهاء عهد ولاء الشيعة العرب لطهران كخطوة أولى من خلال صنع رمزية شيعية تنتمي إلى الجغرافيا العربية قد تكون عبدالملك الحوثي أو غيره وهذه الرمزية والمشروع يضاهي علي خامنئي أو يتفوق عليه ثم لاحقا طمس الجزئية المذهبية وابقاء الانتماء القومي العروبي اعتمادا على حقيقة أن الشيعة سيبقون في كل الأحوال أقلية في الوطن العربي يمكن من خلال تعويم التشيع العربي داخل البيئة العربية أن يؤدي حتما إلى إعادتهم ثقافيا وروحيا إلى انتماءهم العربي المعتدل مع العلم انهم كانوا كذلك اساسا قبل أن تشتعل عملية الاستقطاب المذهبي الذي تأسس عليه الفرز الطائفي البغيض ثم الصراع الدموي
ستفقد إيران كثير من مفاعيل الأداء الحركي في الخارطة الإقليمية وفي اليمن تحديدا اذا ما صدقت توقعات ولي العهد السعودي الذي وصف جماعة الحوثي بأن لها ” نزعة عروبية ” وتستطيع العودة إلى حاضنتها العربية وفق هذا المتبنى الجديد
في العراق أعلن مقتدى الصدر عن تدشين التيار الوطني الشيعي في بادرة تؤكد أنه التقط الرسالة بشكل أسرع من مليشيا الحوثي في ظل متغيرات متسارعة قد تساعد العراق للعودة إلى موقعها العربي بعد عقود من الانقياد والخضوع لهيمنة طهران