“حسن نصر الله: زعيم لا يُقهر حتى في أروقة الضاحية!”

كتب /مروان قائد محسن

إذا كنت تبحث عن نموذج مثالي لزعيم شعبي لا يُقهر، فلن تجد أفضل من حسن نصر الله! ففي عالم الزعماء، هو مثل حبة الزيتون: صغير الحجم، لكن يحمل في داخله كمية هائلة من النكهة… وفوق ذلك، لديه من الشجاعة ما يجعله يختبئ خلف المنابر العالية، متحدثًا عن الشجاعة!

نعود إلى الضاحية الجنوبية، حيث يعتقد البعض أن نصر الله يختبئ في مزارع الخضروات ويستخدم “الكوسا” كمصدر للغذاء، بينما يخاطب جماهيره من خلف ستار الأمن. فعندما يتعلق الأمر بظهوره في الإعلام، يبدو أن “العزلة” هي الكلمة المفتاحية. لا عجب أن يقول بعض الناس إنه زعيم هارب من كاميرات المصورين!

دعونا نتحدث عن شعاره الشهير: “المقاومة”. ولكن، من يقاوم من؟ ففي وقت تُقصف فيه الأحياء وتُهدد فيه الأرزاق، يبدو أن “المقاومة” أصبحت وسيلة لتمرير الوقت، بينما يستمتع الزعيم بشيء من الكنافة في ضيعة في الجبل!

نصر الله يشبه شخصية أفلام الأكشن، حيث يظهر في مشهد واحد ثم يختفي في مشهد آخر. لكن الفارق هو أن أبطاله يواجهون الأعداء في المعركة، بينما هو يواجه “الأعداء” في الخطابات!

أما عن جيشه، فهؤلاء “المجاهدون” الذين يعدهم في كل خطاب، فهم في الحقيقة يعانون من مشكلة مستمرة: نقص في الأسلحة! هل تصدقون أن بعضهم يسير على الأقدام بحثًا عن “الشجاعة” بينما يحاول نصر الله تسليمهم أسلحة مع “أجهزة تكيف” لتخفيف الحرارة!

وعندما يتحدث عن “العدو”، يبدو أن نصر الله يستخدم الأعداء مثل “فزّاعة” في الحقول، ليخيف بها المعارضين. فهو يسرد القصص عن “النصر” وكأنه يتحدث عن أحداث مسلسل رمضاني، ولا يدري أنه مع كل خطاب يزداد شعور الجماهير أن الأمور تزداد سوءًا.

في النهاية، قد يبدو أن حسن نصر الله هو نموذج للزعيم الذي يجيد فن الهروب. فهو يمسك بخطاباته المثيرة ويستعرضها كالبازار الشعبي، لكن في الحقيقة، لا يمكنه الهروب من الواقع الذي يعيشه الشعب. ومن يعلم؟ ربما يحتاج نصر الله إلى إعادة النظر في تكتيكاته، أو ربما إلى “الكوسا” كوسيلة لتحسين صورة المقاومين!

في عالم السياسة، حسن نصر الله هو بمثابة النكتة… نكتة تتكرر في كل خطاب، لكن هل حان الوقت لتكون النكتة الأخيرة؟!

مروان قائد محسن علي