الجيش الجنوبي بين سلب حقوقه وتهميشه والانتقام منه

النقابي الجنوبي / حنان فضل
الجيش هو المنظومة و القوة المدافعة عن الوطن في حالة الحروب وهو من يعمل على أن يسود الأمن و الأمان داخل الدولة و على حدودها و الجيش أكثر قوة و لكن يربط بينهم التعاون و حب الأرض و الدفاع عن الهوية الجنوبية.
ولكن ما تفعله الحكومة الشرعية منذ 2015م من تعسف واضطهاد حقوق الجيش والقوات الجنوبية يسمى ظلم واستبداد من خلال سياستها الظالمة ضد الجيش، و هذا يؤكد الهدف من هذه السياسة المغرضة لإرضاخ الجيش والقوات المسلحة الجنوبية عن موقفهم ومسيرتهم اتجاه قضيتهم الجنوبية.
القضية الجنوبية التي أصبحت تسبب الحساسية للشرعية الاخونجية وتقف حجرة عثرة في كل من يقف مع إرادة شعبه الجنوبي.
وتفتعل الحكومة الشرعية سياسة التجويع و الضغط على الجيش في المماطلة ونشر الوعود الوهمية بصرف مرتباتهم التي تعتبر حق من حقوقهم المشروعة ولكن القسوة التي تحملها الشرعية في قلبها جعلتها تنتهك حقوق الإنسان.
والصمت لا يعني أن الجيش و القوات الجنوبية خائفة بل هناك أمور تضعها هذه القوات لترى إلى متى سيظل هذا الحال والى اي مدى تريد الحكومة المغيبة عن المشهد ايصال شعبها المظلوم من كل النواحي.
لقد أصبح يرى المواطن نفسه غريبا في وطنه، متسولا ينتظر يد العون بفارغ الصبر ولا يجد وسيلة توصل معاناته في ظل الاوضاع القاسية.
ويجدون الحل الوحيد في ايصال رسالتهم، هو الخروج من صمتهم هذا وترجمته على أرض الواقع لكي يرى العالم اجمع معاناتهم اضطهاد الحكومة الشرعية لهم في نهب مرتباتهم الشهرية واعطاء الوعود الخادعة من أجل اسكاتهم فقط.
فعندم تشاهد خروج الجيش و قوات الأمن الجنوبي بالشارع حاملين همومهم على اكتافهم رافضين الذل و المهانة ،سوف تعلم حينها إنهم فعلا استخدم تجاهم الظلم والحرمان من ابسط حقوقهم و الإنسان لا يخرج إلا من ظلم وقع فيه.
و لهذا قرر الجيش وقوات الأمن الجنوبي تنظيم وقفات احتجاجية ضد الحكومة الشرعية و الضغط عليهم حتى تستجيب لمطالبهم و صرف المرتبات المتأخرة منذ ثلاثة أشهر وأيضآ المطالبة بالتسوية المالية.
وخلال الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها قيادة الهيئة العسكرية العليا للجيش و الأمن الجنوبي و دعت فيها جميع الأطياف للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية أجرت صحيفة النقابي الجنوبي استطلاعات ميدانية و تلمس أوضاعهم على أرض الواقع.
(( المطالبة بإعادة تأهيلهم ))
قال المتحدث الرسمي للهيئة العسكرية العليا للجيش و الأمن الجنوبي الأخ/ ناجي العربي :
الوقفة الاحتجاجية ليست الأولى بل هي إحدى الوقفات التي ننادي فيها عودة و اعادة تأهيل الجيش الجنوبي واليوم المؤسسة العسكرية الجنوبية توقفت رواتبها بسبب مماطلة الحكومة الشرعية لمدة ثلاثة أشهر على التوالي وهذه السياسة افتعلتها الحكومة لتجويع العسكريين الجنوبين من أجل تغيير وطنيتنا والوقوف إلى جانب شعبها الجنوبي.
وأضاف العربي : كل هذه الاساليب التي تستخدمها الحكومة لن ترجعنا وتعيقنا أبدآ في السير على خطى من ضحوا بدمائهم لأجل القضية الجنوبية.
واصل قائلا: ستكون هناك خطوات تصعيدية في هذا الحشد بهدف الضغط على الشرعية وأعلنت الحكومة اثناء وقفتنا هذه عن صرف مرتبات الجيش, راتب شهر فقط والهدف منه لسحب الناس من الساحة وهذه السياسات لن تثنينا حتى إعادة اعتبار هذه الجيش.
وردآ على الإشاعة التي نشرت في المواقع التواصل الاجتماع إن قيادة الجيش أرسلت توجيهات لاستلام الرواتب: نحن لم نوجه أي توجيه استلام اي راتب و لكن نحن نضغط باستلام الرواتب واضافة أنه هناك رواتب متأخرة منذ عام ٢٠١٥م ، و هناك خطوات تصعيدية ستوجه سهامها ضباط و جنود الجنوب بالمواقع لضغط على الحكومة الشرعية.
((النقابات الجنوبية تلبي النداء ))
و قال رئيس اللجنة التحضيرية لإتحاد نقابات عمال الجنوب الأخ/أحمد محمد عبده الزغير :
بناء على دعوة الهيئة العسكرية العليا للجيش و الأمن الجنوبي حضرنا لمشاركتهم و نحن يدا واحدة تجمعنا قضية واحدة ضد فساد الحكومة الشرعية وممارسة الظلم على الشعب الجنوبي.
وأضاف نائب رئيس نقابة المعلمين والتربويين الجنوبين الأستاذ/قائد الجعدي : سنواجه القوى الذي تريد اقصاء هؤلاء الأبطال الذين خاضوا معارك الشرف إبان الاحتلال وتضامنا مع الذين صنعوا التاريخ بأياديهم ونحن نقابة المعلمين والتربويين الجنوبين اشعرنا وزير المالية إذا لم يتخذ الاجراءات في صرف مستحقاتهم سنكسرهم بأصوات الحق.
وأكد أمين عام نقابات عمال الجنوب الأستاذ/أبو بكر محمد أحمد الجفري: حضرنا بناء على الدعوة أخواننا في القيادة العليا للجيش و الأمن الجنوبي و سنبقى معهم حتى استرجاع مطالبهم و مطالب الشعب الجنوبي.
((تدمير الجيش معنويا و ماديا ))
و في الاستطلاع الميداني وجهة عبد اللاه اليزيدي وكيل محافظة لحج كلمته : الحكومة الشرعية في سياستها الظالمة تحاول تدمير الجيش و الأمن الجنوبي معنويا و ماديا حتى لا يكون قادرا على المواجهة أي خطر.
و تحدث إحدى الضباط المحتجين : وقوفنا بسبب مماطلة الحكومة الشرعية لصرف مرتباتنا و ممارستها ضدنا الظلم و الحقد، نحن نعاني الاضطهاد منهم وهنا مارسوا علينا منذ الوحدة المشؤمة و النظام السابق و نتمنى من كل ضمير حي الوقوف لجانبنا في إعطاء حقوقنا, وخدمتي أنا ٤٠ سنة بالقوات المسلحة ومعاناتي في الوضع الحالي سيء عايش على راتب واحد ومتحمل مسؤولية اولادي بالدراسة والبيت والحياة أصبحت صعبة.
((أين العدل والمساوة))
لا حياة في بلد؛ الحكومة فيها تحلل الظلم والقهر و اللامبالاة في شعب عاش حياته في ظلام الفساد والمفسدين ولم يجد الناصر الحقيقي لقضيتها وحين بزغ نور الأمل فيها ، عاقبتهم الحكومة الشرعية في سلب راتب لا يتجاوز الأموال الطائلة التي تصرفها على الأشياء الرخيصة و الرفاهية.
ووجهت الأخت ابتهاج ابراهيم يحيى من مستشفى صلاح الدين لخدمات الطبية رسالتها للحكومة في أن تتقي الله فيهم، الظلم ظلمات يوم القيامة بدون رواتب والميسري اصدر قرار بصرف مرتبات الداخلية وهذا ليس العدل و مساواة، والوضع لم يعد يحتمل.
وأضافت : لقد نزلت اللجنة و صورتهم و اعتمدتهم و صرفت لهم الارقام العسكرية بعد الحرب عام ٢٠١٦م و في عام ٢٠١٧م صرفوا لهم الرواتب معنا لكن تم إسقاط اسمائنا من كشف الرواتب و عندما استعلموا عن السبب كان ردهم ( إنهم غير صالحين بسبب تقدم سنهم).
وتتسأل ابتهاج ابراهيم” في شبوة وتعز تم ترقيم أكبر منهم وهم اكبر في السن اعمارهم تصل إلى ٥٠ عاما ،أليس هذا حرام تتقي الله الحكومة فينا للأسف السرق من الداخل أوصلتهم إلى هذا الحال.
((سرقة وظائفهم ))
واثناء اللقاء الميداني في الوقفة الاحتجاجية بساحة العروض التقيت إحدى نساء الجنوب إمرأة افنت زهرة عمرها في خدمة الوطن ليكون مصيرها في نهاية وخدمتها النكران الجحود تقول خالة حليمة ” لقد خدمت في مستشفى صلاح الدين ثم حولوني إلى مستشفى باصهيب وعملت لأربعين عاما، لكن للأسف لم يتم رفع رتبتي العسكرية فبعض الموظفين توظفوا بعدي و الآن صار لديهم رتب عالية منهم العقيد والعقيد و اللواء و نحن لا شيء لنا والآن لنا ثلاثة أشهر بدون راتب وخرجت اجيال من المعسكر.
((فقدت بصرها و لم تجد الدعم))
وأضافت خالة حليمة ” فقدت نظري ولم يدعمني أحد بريال لدي ستة أولاد ثلاثة بنات منهم مطلقات ولا يعملن وراتبي موقف من المسؤولين في الحكومة الشرعية.
وتضيف شارحة الوضع السابق ” أيام الحكم السابق كان راتبي ٦٠ ألف و الآن قالوا لي انتي مظلومة الآن استلم ١٠٠ ألف يأخذوها ومعي بطاقة عسكرية و أحمل رقم عسكري و تم توقيفي ،ذهبت معسكر بدر صوروني و رقموني من اجل اتقاعد و إلى يومنا هذا لا تقاعد .
وحتى الصرف عبر مصارف الكريمي نجد التعب و الارهاق هناك و بسبب الوضع لا اذا تغذينا لا نستطيع توفير وجبة العشاء و لقد استلفت من جارتي ٥٠٠ريال يمني للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية.
((تصعد من احتجاجاتها ضد الحكومة الاخوانية في اغلاق جمارك ميناء الحاويات))
لهذا أطرت الهيئة العسكرية العليا للجيش والأمن الجنوبي تصعيد احتجاجاتها ضد الحكومة الاخوانية اغلاق وقطع وحجز القاطرات المحملة بالمؤن للحكومة الشرعية وبسبب ممارستهم على الشعب الجنوبي أطرت الهيئة العسكرية العليا للجيش والأمن الجنوبي لضغط عليهم عبر اغلاق جمارك ميناء الحاويات حتى تستجيب لمطالبهم الحق.
