قضية عشال ولعبة خلط الأوراق

مكسيم محمد يوسف الحوشبي
الحقيقية البديهية اليوم أن قضية عشال وجدت تعاطفا منقطع النظير في جنوبنا الحبيب ، وألتفاف شعبي غير مسبوق ، والجميع وبصوت واحد شعروا أن من العار الصمت والسكوت على هكذا جريمة دخيلة على مجتمعنا الجنوبي ، ويدرك الجميع أنها لن تكون الأخيرة …. تعاطف جبلت عليه قلوب الجنوبيين بتعاطفهم وتوادهم لبعضهم ، لم يكن عشال معروفا للسواد الأعظم ممن تعاطفوا معه ، ولم يكن اسم ذات صيت وله صولات وجولات معروفة، ولم يكن ممن الذين وقفوا بوجه بن معيلي لمنعه أن تطىء جحافلة تراب أبين الطاهرة ، وليس ممن قالوا لابن معيلي وجهتك يا هذا نحو الحوثي الذي انتهك أعراضكم، وليس وجهتك نحو عاصمتنا عدن ، مع ذلك تعاطف معه من يعرفه ، ومن لا يعرفه ولم يسمع عنه ، لأنه قضيته إنسانية بحته ، استفزت مشاعر كل جنوبي شريف .. لهذا نأمل من الجعادنة وشرفاء أبين الأبية أن يفوتوا الفرصة أمام المتربصين بالجنوب وأهله ، ويستغلوا هذا التعاطف الشعبي لقضيتهم وأن يصموا آذانهم للمفتنين والغوغائيين والمهرطقين الذين لهم قضايا أبعد من قضية أبنهم ، قضايا تنسجم مع رغباتهم ومصالحهم، وتنفّذ فكر من يمولهم ، هم فقط يحاولون كسب الوقت لقضية عشال لتحقيق خياراتهم النتنة التي دأبوا في تمريرها في أكثر من محفل وموقف وقضية، لكن دوما الوعي الجنوبي يفشلهم بكشف دعارتهم ، ويفضحهم ويصدهم .
اليوم نرى ونسمع بوضوح هناك من يريد يستغل قضية عشال من قبل أولئك الذين يمارسون الفهلوة الإيديولوجية ، وثلة من الانتهازيين والوصوليين الذين يسعون لخلط الأوراق ، وإدخال العاصمة عدن في فوضى تفضي لتمييع وتشويه القضية الأصلية.
وظهرت جليا أصوات متنشجة من قوى بينة المعالم ومفروزة بذات السلوك الفوضوي، الذين لا يتورعون في افتعال الغلاغل وإغراق العاصمة بالفوضى.
فلعبة خلط الأوراق أحد قواعد اللعب في الصراعات السياسية ، تمارسها قوى لتخلط الحابل بالنابل ، وتطمس المعالم والفواصل البينة ، وتشوه الحقيقة ، وتتداخل معها قضايا متعددة وتتضارب مصالح، ويتحول المشهد لمستنقع وحل اجتماعي ، تبرز فيه مفاجآت يصعب السيطرة عليها.
فقضية اختطاف العميد عشال قضية الجميع ورقم لا يقبل القسمة ، ولابد من الكشف عن مصيره ، ومحاكمة كل من تورط بهذا العمل الخسيس كائنا من كان ، بالمقابل لن نقبل المتسلقين ومشعلي النيران بيننا ، وأمننا الجنوبي وجيشه لهم بالمرصاد ، سيضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه في المساس بأمن العاصمة أو يفكر في إغراقها بالفوضى ليرض أسياده أعداء الجنوب أرضا وإنسانا.