غرباء مشردون ينتحبون على وحلة أخدجت قبل اكتمالها

أ/ مكسيم محمد يوسف الحوشبي
عجبا اليوم نسمع من قنوات الإخوان من اسطنبول نواح وعويل من مشردي الجمهورية العربية اليمنية، يتباكون على الوحلة الميتة التي قضوا عليها بعنصريتهم وشطحاتهم الوقحة ، ينتحبون على وحلة أخدجت بيومها الأول قبل اكتمالها ، عويل على وحلة الفيد والغنيمة والنهب والسلب والقتل ، وحلة أُريد منها طمس الهوية الجنوبية وتحريف تاريخه ، وبها حُرب شعبي بخبزه وماءه ومسكنه وملبسه وضوءه، وحلة تفتعل فيها الأزمات وتصنع الحروب ، وحلة فاحت رائحتها النتنة لتتجاوز كل قواعد العبث السياسي والاقتصادي والإنساني لكسر شوكة شعب صلب وأصيل …
كل ذلك ولا زلنا نسمع سعار أصاب تلك النخب الشمالية المشردة التي تركت ديارها وغرف نومها ليعبث بها الحوثي ويفترش الشارع بعفش غرفهم ، … سعار و سفاهة سياسية من تلك النخب المهترئة ،لم تلحظ يوما، ولم يكن لها موقفا من فصل الحوثي وإعلانه فك الارتباط عمليا، لأنها شريكة معه، بينما موقفها نحو شعب الحنوب وقضيته موقف مريض وحقير يدل على حقد دفين بداخلها
لم يستوعب أولئك الغرباء المشردين ، ولم يصغوا إلى إرادتنا الصلبة في نضالنا لبلوغ الهدف في التحرير والاستقلال ، ولم يستلهموا العُبر ليحفظوا بشيء من وشائج العلاقات الاجتماعية التي مزقوها نفس ممزق الوحلة القذرة، ولا يسعنا الجنوبيون اليوم عمل شي ، ولا نملك حيال ذلك إلا أن نقول لهم (( ماتت قتلتوها عظم الله أجركم يا ذي قتلتوها أدفنوها وسط طين ))
في الغد القريب بأذن الله سيعضّون أصابع الندم ، ولكن بعد فوات الأوان على ما اقترفته وحلتهم اللعينة بشعب الجنوب ، سياسيا وعسكريا واقتصاديا وأخلاقيا زهاء ثلاثون عاما من القتل والتهميش والظلم ، نعم سيبكون الدم عندما تركوا بخبث الحوثي يعبث ببيوتهم وممتلكاتهم ، وصمتوا وشجعوا الحوثي ليغزو الجنوب مرة ثانية ظلما وعدوانا، وها هم اليوم يستنجدون به لغزونا للمرة الثالثة ويستعدون لاطلاق الفتاوى من علمائهم المفلسين كما أعتدنا عليهم خلال غزواتهم السابقة، لا قيمة أخلاقية لديهم ولا إنسانية ولا يمتلكون ذرة شرف في الخصومة
نقول لهم وهو القول الأخير الذي بعده أزيز الرصاص ، لملموا شتاتكم وانتصروا لشعبكم ضد مليشيات الرافضة، واستعيدوا غرف نومكم وجلابيب نسائكم قبل أن تبصق في وجوهكم القبيحة،وستمكثوا بقية أعماركم أنتم وأولادكم مشردين على اسطنبول والدوحة ، وستأكلوا من تحت أقدامهم إذ ما بقيت لكم حياة،…. وعلموا جيدا أن مجريات الأحداث جنوبا اليوم تسوقنا إلى النصر المؤزر وهذه نتيجة طبيعية لصمود شعبنا وهديره الذي سيقوده حتما لبلوغ هدفه لتقرير مصيره الذي أوشك بمشيئة الله تعالى ، … فشعبنا جغرافيا وإنسان يحمل هوية أمة عربية أصيلة متفردة بإنتماءه لوطنه ومتفاني في حبه لأنه هو تاريخه وجذوره وأسلافه ومخزونه الديني والفكري والثقافي ، كل ذلك بقي خالد في وجدان شعب الجنوب وعقله
فرحلوا من حياتنا للأبد