رشا فريد تكتب :وحدويون في “الشعارات “..انفصاليون في “الحقيقة”

رشا فريد

خمس وعشرون عاما منذ ان عمّد الوحدوين وحدتهم المزعومة بالدم!

خمس وعشرون عاما والجنوب يرزح تحت ظلم العدوان اليمني الغاشم, تجهيل متعمد.. استنزاف للثروة ومقدرات الدولة .. اخراج الجنوبيين من وظائفهم واستبدالهم بآخرين قَدِموا ليأخذوا المكاسب التي عمدوها بالدم ” كما قالوا”…

كل ذلك وسط سكوت غريب وتحت ذل مهين عاشه الجنوبيون فترة لا يستهان بها, ولم نسمع يوما عن أي احتجاج عن حكم الشماليين او استيلائهم على مقدرات الدولة وتهميش أبنائهم ممن يتفلسفون اليوم بعلو صوتهم !

بالعكس كان منهم من يعاونون الاحتلال ضد أبناء جلدتهم ويتآمرون معهم لطمس الهوية وتهميش اخوتهم وكسر كرامتهم. ,ويسكتون عندما يُقتل الجنوبيين بسبب خروجهم للمطالبة بحقوقهم ,ويسكتون على اعتقالهم وإخفائهم قسرياً ,بل ويبررون لهم ويطمسون الحقائق .

وللأسف فإن هؤلاء بعد ان شعروا بقرب انتهاء مصالحهم وبدء هيمنة الجنوبيين على ارضهم وفرضهم سيطرتهم عليها عسكريا وأمنيا بدأوا بالتحريض عليهم,  فتارة نجدهم يشكون بأن أبناء مناطق بعينها يسعون الى حكم الجنوب والاستئثار به ..وتارة نجدهم يتعاونون مع أعداء الوطن لبث روح الفرقة والفتن المناطقية والجهوية و تمادوا في ذلك للحد الذي أوصلهم إلى القتال في صفوف العدو الذي لا يريد لا للوطن ولا لأهله الخير من قريب أو من بعيد.

خمس وعشرون عاما ولا زالوا يحاولون تدمير كل ما هو جميل في الجنوب ,وبكل حقد وكراهية فإن الخير للناس لا يرضيهم ,والراحة للمواطنين تزعجهم ,فنجدهم يعيثون فسادا في كل القطاعات الخدمية من ماء وكهرباء..

 كيف لا ! وهم اليد الطولى لأعداء الوطن الذين يعلمون ان وضع ضعفاء النفوس الذين على شاكلة أولئك البياعين هو سبيلهم الوحيد للإمساك برقاب الجنوبيين وابقائهم في دياجير الجهل والفقر والمرض ليتسنى لهم الانقضاض على ثروات وخيرات الجنوب بينما اهله يتقلبون على جمر المشقة و الألم .

خمس وعشرون عاما ونحن نسير في دوائرهم المفرغة وقد آن الأوان أخيرا أن نقول لا لكل فاسد وعميل وخائن لا يريد أن يرى الجنوب منعمّا بخيراته وفي مصاف الدول المتقدمة

لقد آن الوقت أن ينبذ الجنوبيون كل ما من شأنه أن يعرقل مسيرتهم نحو السير في طريق الحرية والتقدم ولا سبيل لهم إلا بسيرهم نحو القيادة الحكيمة المتمثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي . وستثبت الأيام ذلك ,وإن غداً لناظره قريب..