اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

الذكرى السنوية الثانية لرحيل القائد الشجاع “محمد الشوبجي” (وثائقي)

النقابي الجنوبي|| 

المركز الإعلامي لجبهة الضالع / محمد مقبل أبو شادي 

بعد أيام ستحل الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد قائد مكافحة الإرهاب بالضالع قائد اللواء السادس مقاومة العميد محمد يحيى الشوبجي، الذي استشهد في معسكر الحزام الأمني بمنطقة حكولة بالضالع، عشية السادس من آيار من العام 2022 للميلاد، برفقة العميد وليد الضامئ، نائب قائد حزام الضالع، إثر تعرضهم لحادثة إرهابية لا يزال الكثير من تفاصيلها مخفي حتى الآن.

 

و بالحديث عن قائد مكافحة الإرهاب بالضالع، و اللواء السادس مقاومة، العميد محمد يحيى الشوبجي، فإننا نتحدث عن قائد جنوبي برز دوره المحوري الكبير قائدًا و مقاتلًا حين تعرضت الضالع للإجتياح الحوثي الغاشم مطلع العام 2019 للميلاد، حين تسلم البطل محمد الشوبجي راية القيادة خلفًا للشهيد المقدم شلال الشوبجي، ليسطر من خلال الأعوام التي عاشها محاربًا و قائدًا أروع الإنتصارات البطولية، و الملاحم الخالدة التي وصل فيها الشوبجي محمد، إلى مراتب الصدارة بوقت وجيز و مبكر.

 

مسيرة استشهادية خالدة

 

و نحن نتحدث عن البطل محمد الشوبجي، فإننا بحاجة إلى وقفات كثيرة جدًا مع معدن الأسرة الكريمة التي ضربت لنا أروع صور الإيثار و الفداء، و قدمت خمسة من ابناؤها شهداء على مذبح الحرية و الخلاص، ليقف الجميع في حالة دهشة و تأمل لصينعة تلك الأسرة القيادية ااستشهادية العظيمة.

لم يكن رحيل المقدم شلال الشوبجي و لا الأبطال مازن و أنور، ثم شيخ الشهداء يحيى الشوبجي، ليصيب عزيمة و إرادة المحارب البطل محمد الشوبجي، و لم يكترث للمصير الحتمي الذي كان ينتظره، و كان يؤمن به، لهذا فقد كان يلازم جبهات القتال و لا يفارقها، يحارب الغزاة بشراسة و قوة، و ظل متمسكًا بالمبادى النبيلة و الأهداف السامية، حتى لحق بإخوته و والده شهيدًا على نفس الدرب.

 

شجاعة المحارب و حنكة القائد

 

في حياته القصيرة التي عاشها، المليئة بالأمجاد و البطولات، جسد الشهيد البطل محمد الشوبجي، شخصية المحارب الشجاع الباسل الذي لا يشق له غبار، و تميز بالوقت نفسه بحنكة القائد العبقري الذي يجيد التعامل مع مختلف الظروف و الأحداث.

و نظرًا لما تميز به من شجاعة و حنكة و تواضع أستطاع خلال ثلاثة أعوام فقط أستطاع أن يحقق أكبر الإنتصارات الملحمية مع قواته ضد جحافل المليشيات، في الوقت نفسه تمكن من بناء قواته بناء عسكري و تنظيمها و جعل اللواء السادس مقاومة يتصدر قائمة الوحدات العسكرية صدارة و جدارة، لتتوج جهوده و يكلف بقيادة فرع قوات مكافحة الإرهاب بالضالع التي أستطاع أن يوفر تجهيزات القوات وتدريبيها و تأهيلها، ليمهد لها الطريق لتنفيذ مهامها الأمنية باحترافية و على أكمل وجه ممكن.

 

الرحيل المؤلم للشوبجي الخامس

 

بعد أن صال و جال و انتصر في مواقع الشرف و البطولة و ميادين النزال و القتال. وبعد أن أثبت نسخة شخصيته الإستثنائية التي لا يكررها الزمن، امتطى خامس شهداء الأسرة الشوبجية صهوة الأمجاد ليلحق بمن سبقوه إلى الشهادة مقبلًا غير مدبر.

لتشكل ذكرى الاستشهاد الأليمة للعميد محمد الشوبجي، حادثة موجعة و فاجعة كبرى للوطن الذي فقد أحد أشد رجاله، و أنبل قيادته، ليترك بعد رحيله فراغًا كبيرًا جدًا، نظرًا للمكانة الكبيرة التي كان يشغلها رحمة الله تغشاه.

فقد عبرت القيادة الجنوبية حينها عن حجم المصيبة و الفاجعة الأليمة برحيل البطل محمد الشوبجي، و اختلطت كلمات مراثي الناس مع دموعهم، فقد عاش الجنوب ليال سوداء طويلة بعد رحيل البطل محمد الشوبجي، الذي رحل و ترك خلفه قصة بطولية استشهادية خالدة ستظل تتحدث عنها الأجيال، و تفتخر بما حققه خلال المسيرة القصيرة، كواحدًا من أعظم عظماء الجنوب الذين سيخلدهم التاريخ في صفحاته.

 

ذكرى الرحيل الثانية

 

تحل بعد أيام قليلة جدًا الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد البطل محمد يحيى الشوبجي، التي ستصادف السادس من آيار من هذا العام، لتعود معها الأحزان و المواجع، و يتذكر شعب الجنوب مرة أخرى فدائية فارسهم المغوار محمد الشوبجي، و يتحدثون عن مناقبه، و يستذكرون صنائعه.

ستعود الأرقام من جديد، لتذكرنا بقائد عسكري استثنائي، في لحظة مفصلية من مخاض الوطن العسير الذي كان بأمس الحاجة ببقاء القادة الأوفياء المخلصين أمثال محمد الشوبجي، الذين أثبتوا صدق توجههم، و أمانة المسؤولية التاريخية التي تحملوها في أصعب الظروف.

تعود الأيام لتحمل بين طياتها وجعًا جنوبيًا يتجدد كل يوم، و ذكرى فراق بطل استبسل في الدفاع عن وطنه و الذود عن حياضه، و فارس ظل في ساحة المعركة لم يأخذ استراحة محارب حتى لقى ربه شهيدًا مخضبًا بالدماء التي كتب فيها قصة البطولة الأخيرة من روائية التضحية الشوبجية العظمى.

على العهد.. ستمضي القافلة و ما يخفف من هول أحزاننا في هذه الذكرى الأليمة، و الفاجعة المتجددة، هو تمتمات حماة الديار و حراس الوطن من أبطال اللواء السادس مقاومة، المرابطين في جبهات الشرف شمال و غربي الضالع، قيادًة و أفرادًا الذين يؤكدون بأنهم سيواصلون المسيرة الفدائية على درب و منهاج قائدهم البطل محمد الشوبجي، حتى تحقيق الهدف و الخلاص من حقبة المليشيات الغاوية و تحقيق الأهداف التي دفع الشهداء يتقدمهم محمد الشوبجي، بأرواحهم فاتورة الخلاص باهظة الثمن.

أيها القائد الأسطوري محمد يحيى الشوبجي: إن لك في الجبهات و الميادين رجالًا أوفياء سيمضون على منوال دربك، و سيواصلون الثبات لتحقيق الأهداف التي كنت تسعى إليها، و خضت في دروبها و تلك الليالي الطويلة أشرس المعارك.

أيها القائد العظيم : إن رجالك الذين تعلموا منك قيم التضحية و مبادى الثبات لن تغيرهم الأيام، و لن تزيدهم الليالي إلا ثباتًا و عزمًا مستمدين منك على مدى الأيام قيم التضحية و البطولة و الفداء.

لن يتخلوا عن العهد، فأنت لم ترحل إلا أن قبل أن غرست في قلوبهم حب الوطن، و أخبرتهم بأن التضحيات مهما كانت جسيمة إلا إنها قليلة بحق الوطن.

زر الذهاب إلى الأعلى