اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

رائد العفيف يكتب.. الجنوبيون ومشروعية استعادة دولتهم الجنوبية

كتب/رائد العفيف

مُنْذُ قِيَامِ مايسمى اَلْوَحْدَةِ بَيْنَ جُمْهُورِيَّةِ اَلْيَمَنِ اَلدِّيمُقْرَاطِيَّةِ مَعَ اَلْجُمْهُورِيَّةِ اَلْعَرَبِيَّةِ اَلْيَمَنِيَّةِ فِي عَامِ 1990 م يَعِيشُ أَبْنَاءَ اَلْجَنُوبِ أَزْمَةً سِيَاسِيَّةً وَاقْتِصَادِيَّةً خَانِقَةً نَتِيجَةِ لِلِاحْتِلَالِ اَلَّذِي تَعَرَّضَتْ لَهُ حَيْثُ كَانَ اَلْأَمَلُ يَسُودُ قُلُوبَ اَلْيَمَنِيِّينَ فِي بِنَاءِ دَوْلَةٍ قَوِيَّةٍ وَمُزْدَهِرَةٍ وَمَعَ ذَلِكَ فَإِنَّ اَلْأَعْوَامَ اَلَّتِي تَلَتْ تِلْكَ اَلْوَحْدَةِ شَهِدَتْ نَكْسَةً سِيَاسِيَّةً قَوِيَّةً حَيْثُ تَمَّ اِغْتِيَالُ اَلْعَدِيدِ مِنْ اَلْقَادَةِ اَلْعَسْكَرِيِّينَ وَالسِّيَاسِيِّينَ اَلْجَنُوبِيِّينَ وَصَلَ عَدَدُ اَلشُّهَدَاءِ إِلَى 150 قَائِدًا عَسْكَرِيًّا وَسِيَاسِيًّا مِنْ أَبْنَاءِ جُمْهُورِيَّةِ اَلْيَمَنِ اَلدِّيمُقْرَاطِيَّة

في عام 1994م قَادَ رَئِيسُ اَلْجُمْهُورِيَّةِ اَلْعَرَبِيَّةِ اَلْيَمَنِيَّةِ (علي عفاش)حَرْبًا ظَالِمَةً ضِدَّ جُمْهُورِيَّةِ اَلْيَمَنِ اَلدِّيمُقْرَاطِيَّةِ اِسْتَمَرَّتْ لِشَهْرَيْنِ وَأَكْثَر, وبها اِحْتَلَّ اَلْجَيْشُ اَلْيَمَنِيُّ اَلشَّمَالِيُّ الجَنُوبَ وَفَرْضِ اَلْوَحْدَةِ بِالْقُوَّةِ وَقَامَتْ حُكُومَةُ اَلِاحْتِلَالِ بِتَسْرِيحِ اَلْجَيْشِ اَلْجَنُوبِيِّينَ عَنْ عَمَلِهِمْ وَكَذَلِكَ اَلْمُوَظَّفِينَ اَلْمَدَنِيِّينَ وَتَحْوِيلَ اَلْمَصَانِعِ اَلْإِنْتَاجِيَّةِ فِي جَنُوبِ اَلْيَمَنِ لِصَالِحِ اَلْمُنَفِّذِينَ مِنْ اَلشَّمَالِ وَتَمَّ تَدْمِيرُ كُلِّ اَلْمُؤَسَّسَاتِ اَلْحُكُومِيَّةِ فِي اَلْجَنُوبِ وَسَيْطَرَةِ اَلتُّجَّارِ وَالْمُنَفِّذِينَ عَلَى اَلتِّجَارَةِ فِي اَلْجَنُوبِ مِمَّا أَدَّى إِلَى اِنْهِيَارِ اَلْمُؤَسَّسَاتِ اَلْحُكُومِيَّةِ وَاسْتِمْرَارِ اَلْفَسَادِ مُنْذُ ذَلِكَ اَلْحِينِ لَقَدْ مَرَّتْ عُقُودُ مِنْ اَلْفَسَادِ وَالْقَمْعِ حَيْثُ اِسْتَمَرَّتْ اَلْمَظَالِمُ وَالِاقْتِصَادُ اَلْمَنْهُوبُ وَتَوَاصَلَتْ عَمَلِيَّاتُ اَلِاغْتِيَالِ وَالتِّجَارَةِ غَيْرِ اَلْمَشْرُوعَةِ وَفِي عَامِ 2015 م اِنْدَلَعَتْ حَرْبٌ عَلَى شَكْلِ مَسْرَحِيَّةٍ تَمَّ فِيهَا تَبَادُلُ اَلْأَدْوَارِ بَيْنَ اَلْقُوَى اَلسِّيَاسِيَّةِ وَالْقَبَلِيَّةِ فِي صَنْعَاءَ،وتم نقل اَلصِّرَاعِ إِلَى اَلْمَنَاطِقِ اَلْجَنُوبِيَّةِ وَانْدَلَعَتْ مَعَارِكُ دَمَوِيَّةٌ شَرِسَةٌ اِسْتَخْدَمَ فِيهَا كُلُّ أَنْوَاعِ اَلسِّلَاحِ رَاحَ ضَحِيَّتَهَا اَلْآلَافُ مِنْ اَلْمَدَنِيِّينَ بَيْنَهُمْ اَلْأَطْفَالُ وَالنِّسَاءُ وَالشُّيُوخُ وَتَمَّ مُحَاصَرَةَ عَدَنَ وَمَنْعِ دُخُولِ اَلْمَوَادِّ اَلْغِذَائِيَّةِ عَنْ اَلسُّكَّانِ وَكَذَلِكَ مَنْعُ دُخُولِ اَلدَّوَاءِ مُنْذُ عَامِ 1994 م يُطَالِبُ اَلْجَنُوبِيُّونَ بِاسْتِعَادَةِ دَوْلَتِهِمْ اَلَّتِي تَمْتَلِكُ اَلسَّيْطَرَةُ اَلْفِعْلِيَّةُ بَعْدَ حَرْبِ 2015 م عَلَى أَرَاضِيهَا وَتَضْحِيَتِهَا بِقُوَّاتِهَا اَلْجَنُوبِيَّةِ وَتَدَخَّلَتْ قُوَّاتُ اَلتَّحَالُفِ بِقِيَادَةِ اَلْمَمْلَكَةِ اَلْعَرَبِيَّةِ اَلسُّعُودِيَّةِ وَالْإِمَارَاتِ اَلْعَرَبِيَّةِ اَلْمُتَّحِدَةِ لِدَعْمِ حُكُومَةِ اَلشَّرْعِيَّةِ اَلَّتِي كَانَتْ تَحْكُمُ اَلْبِلَادُ فِي ظِلِّ وَحْدَةِ اَلْبُنْدُقِيَّةِ تَحَوَّلَتْ عَدَنُ إِلَى اَلْعَاصِمَةِ اَلْجَدِيدَةِ وَمَقَرِّ اَلْحُكُومَةِ اَلْفَارَّةِ ..وَهُنَا بَدَأَتْ حُكُومَةُ اَلْمَنْفَى فِي تَجَاهُلِ اِحْتِيَاجَاتِ شَعْبِ اَلْجَنُوبِ وَتَقْدِيمِ اَلْخِدْمَاتِ اَلْمَعِيشِيَّةِ تُعَانِي اَلْمَنَاطِقُ اَلْمُحَرَّرَةُ فِي اَلْجَنُوبِ مِنْ اَلْفَسَادِ اَلْمُسْتَشْرِي وَالتَّجَاهُلِ اَلْحُكُومِيِّ لِمَطَالِبَ اَلْجَنُوبِيِّينَ وَالتَّوَاطُؤِ مَعَ اَلْمُتَمَرِّدِينَ اَلْحَوْثييْنِ فِي اَلشَّمَالِ حَيْثُ يُعَانِي اَلْجَنُوبِيُّونَ مِنْ اِرْتِفَاعِ تَكَالِيفِ اَلْحَيَاةِ اَلْمَعِيشِيَّةِ وَنَقْصٍ فِي اَلْخِدْمَاتِ اَلْأَسَاسِيَّةِ مِثْلٍ اَلْمَاءِ وَالْكَهْرَبَاءِ وَالصِّحَّةِ وَالتَّعْلِيمِ وَتُعَانِي اَلْمَنَاطِقُ اَلْجَنُوبِيَّةُ مِنْ اِنْعِدَامِ فُرَصِ اَلْعَمَلِ وَارْتِفَاعِ مُعَدَّلَاتِ اَلْبِطَالَةِ هَذَا كُلُّهُ يُؤَدِّي إِلَى زِيَادَةِ اَلِاحْتِقَانِ وَالِاسْتِيَاءِ بَيْنَ اَلْجَنُوبِيِّينَ وَيُعَزِّزُ رَغْبَتَهُمْ فِي فَكِّ اَلِارْتِبَاطِ عَنْ اَلشَّمَالِ وَإِحْبَاطِ مَطَالِبِ اَلْمُوَاطِنِينَ تَتَمَثَّلُ آثَارَ هَذَا اَلتَّمْيِيزِ فِي فُرُوقَاتٍ كَبِيرَةٍ فِي صَرْفِ اَلْعُمْلَةِ زِيَادَةَ ثَلَاثَةِ أَضْعَافِ اَلسِّعْرِ عَنْ مَنَاطِقِ سَيْطَرَةٍ اَلْمُتَمَرِّدِينَ اَلْحَوْثييْنِ فِي حِينِ تَتَمَتَّعُ اَلْمَنَاطِقُ اَلْخَاضِعَةُ لِسَيْطَرَةِ اَلْمُتَمَرِّدِينَ اَلْحَوْثييْنِ بِأَسْعَارِ صَرْفِ اَلْعُمُلَاتِ اَلْمُسْتَقِرَّةِ وَالدَّعْمِ اَللَّامَحْدُودِ مِنْ اَلْحُكُومَةِ مِنْ خِلَالِ تَحْوِيلِ اَلسُّفُنِ اَلتِّجَارِيَّةِ مِنْ مِينَاءِ عَدَنَ إِلَى مِينَاءِ اَلْحُدَيِّدَةَ دُونَ تَفْتِيشِ مِنْ قَبْلُ اَلتَّحَالُفِ، وَأَصْبَحَ مِنْ اَلسَّهْلِ عَلَى إِيرَان تَزْوِيدَهُمْ بِالسِّلَاحِ وَالِاسْتِفَادَةِ مِنْ اَلْمَوَارِدِ اَلْمَالِيَّةِ اَلْجُمْرُكِيَّةِ لِلْمِينَاءِ وَالْمَوَادِّ اَلْغِذَائِيَّةِ وَالتِّجَارِيَّةِ وَالنِّفْطِيَّةِ، بَيْنَمَا تُحَاصِرُ اَلْمَنَاطِقُ اَلْمُحَرَّرَةُ وَتُعَرْقِلُ تَقَدُّمَ اَلْجَنُوبِ بِالْخِدْمَاتِ لِمَنْعِ فَكِّ اَلِارْتِبَاطِ

أَبْنَاءَ اَلْجَنُوبِ يُطَالِبُونَ اَلْمُجْتَمَعُ اَلدَّوْلِيُّ وَالْمَانِحِينَ بِالتَّدَخُّلِ لِمُسَاعَدَتِهِمْ فِي اِسْتِعَادَةِ حُقُوقِهِمْ اَلْمَسْلُوبَةِ يُطَالِبُونَ بِتَوْفِيرِ اَلدَّعْمِ اَلسِّيَاسِيِّ وَالِاقْتِصَادِيِّ لِإِقَامَةِ دَوْلَتِهِمْ اَلْمُسْتَقِلَّةِ حَيْثُ يُمْكِنُهُمْ تَحْقِيقُ اَلتَّنْمِيَةِ وَبِنَاءِ مُسْتَقْبَلِ أَفْضَلَ لِأَبْنَائِهِمْ إِنَّ اَلْحَلَّ اَلْوَحِيدَ اَلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يُنْقِذَ اَلْيَمَنُ وَيُعِيدُ اَلِاسْتِقْرَارُ هُوَ فَكُّ اِرْتِبَاطِ اَلْجَنُوبِ عَنْ اَلشَّمَالِ تَعْتَبِرُ اَلْقَضِيَّةُ اَلْجَنُوبِيَّةُ فِي اَلْيَمَنِ قَضِيَّةً تَحْتَاجُ إِلَى اِنْتِبَاهِ اَلْمُجْتَمَعِ اَلدَّوْلِيِّ حَيْثُ يُعَانِي اَلْجَنُوبِيُّونَ مِنْ اَلظُّلْمِ وَالتَّهْمِيشِ مُنْذُ عُقُودٍ

يَجِبُ أَنْ تَتَشَارَكَ اَلدُّوَلُ فِي جُهُودِ إِنْهَاءِ اَلْحَرْبِ اَلدَّائِرَةِ فِي اَلْيَمَنِ وَوَضْعِ حَدٍّ لِلِانْتِهَاكَاتِ وَالِانْتِهَاكَاتِ اَلْحُقُوقِيَّةِ

تَعْزِيزُ اَلْحِوَارِ وَالْمُفَاوَضَاتِ بَيْنَ اَلْأَطْرَافِ اَلْمَعْنِيَّةِ لِإِيجَادِ حَلٍّ سِلْمِيٍّ وَعَادِلٍ يُلَبِّي تَطَلُّعَاتِ اَلْجَمِيعِ بِصِفَةٍ عَامَّةٍ

تَعْزِيزُ اَلْوَعْيِ اَلْعَالَمِيِّ بِالْقَضِيَّةِ اَلْجَنُوبِيَّةِ فِي اَلْيَمَنِ وَضَرُورَةِ إِعَادَةِ إِحْيَاءِ حُقُوقِ الجنوبيين،لذا يَجِبُ أَنْ يَتِمَّ تَوْجِيهُ اَلضَّغْطِ اَلدَّوْلِيِّ لِلتَّأْكِيدِ عَلَى اَلْحَاجَةِ إِلَى عَدَالَةٍ وَمُسَاوَاةٍ لِجَمِيعِ أَبْنَاءِ اَلْيَمَنِ وَتَوْفِيرِ اَلدَّعْمِ اَللَّازِمِ لِإِعَادَةِ بِنَاءِ اَلْمُؤَسَّسَاتِ اَلْحُكُومِيَّةِ وَالِاقْتِصَادِيَّةِ فِي اَلْجَنُوبِ بِالنَّظَرِ إِلَى اَلتَّغَيُّرَاتِ اَلسِّيَاسِيَّةِ وَالْإِقْلِيمِيَّةِ فِي اَلْمِنْطَقَةِ

تَزْدَادُ أَهَمِّيَّةَ فَكِّ اِرْتِبَاطِ اَلْجَنُوبِ عَنْ شَمَالِ اَلْيَمَنِ فَقَدْ ظَهَرَتْ قُوًى مُتَطَرِّفَةً وَجَمَاعَاتِ إِرْهَابِيَّةً تُهَدِّدُ اَلْأَمْنَ وَالِاسْتِقْرَارَ فِي اَلْمِنْطَقَةِ وَتَحْتَاجُ اَلْجُهُودُ اَلدَّوْلِيَّةُ إِلَى تَرْكِيزِهَا عَلَى مُكَافَحَةِ هَذِهِ اَلتَّهْدِيدَاتِ بَدَلاً ” مِنْ اِسْتِمْرَارِ اَلصِّرَاعِ اَلدَّاخِلِيِّ فِي اَلْيَمَنِ وَكَذَلِكَ مَا تَقُومُ بِهِ قُوَّاتُ اَلْحُوثِي مِنْ تَهْدِيدَاتٍ لِلْمِلَاحَةِ اَلدَّوْلِيَّةِ فِي اَلْبَحْرِ اَلْأَحْمَرِ يَعُدْ تَهْدِيدًا خَطِيرًا لِلْأَمْنِ اَلْبَحْرِيِّ وَالِاقْتِصَادِ اَلْعَالَمِيِّ وَيَتَطَلَّبُ جُهُودًا دَوْلِيَّةً لِمُوَاجَهَتِهِ وَضَمَانِ سَلَامَةِ اَلْمَمَرَّاتِ اَلْمَائِيَّةِ اَلْحَيَوِيَّةِ فِي اَلْمِنْطَقَةِ بِاخْتِصَارِ يَجِبُ أَنْ يَتِمَّ سَمَاعُ صَرْخَةِ أَبْنَاءِ اَلْجَنُوبِ وَالْعَمَلِ عَلَى تَلْبِيَةِ مَطَالِبِهِمْ اَلْمَشْرُوعَةِ فِي اِسْتِعَادَةِ حُقُوقِهِمْ وَإِقَامَةِ دَوْلَتِهِمْ اَلْمُسْتَقِلَّةِ

زر الذهاب إلى الأعلى