الوضع الصحي الجنوبي بين الماضي والحاضر.. المواطن وامنيات ألا ليت الزمن يعود لماضيه

النقابي الجنوبي/خاص/ياسمين نبيل محمد/ هدى وجدي/مرام عارف

 

بات الوضع الصحي اليوم ورقة رابحة لأصحاب رؤوس الأموال.. لقد أصبح المريض وهن العظم ومشتعل الرأس شيبا جراء ارتفاع تكاليف العلاج والذي هو الآخر بات منعدما للأصول المصنعة له.
الصحة للجميع شعار يرفع في كل مناسبة وورشة عمل وندوة تنظمها الحكومة، رغم أن هذا شعارا مخادعا لايمت للحقيقة بصلة.
كُلما في الأمر أن الطب في زمننا المعاصر مملوكا لمن يملك القرش دون سواه والموت للجميع فلا يهم ذلك

 

كان في الامس مستشفيات حكومية تساوي عدد أصابع اليد الواحدة لكنها استطاعت أن تمنح المواطن الغلبان مقعدا مجاني ودواء دون مقابل فأنعكس الوضع على تمتع الناس بصحة وعافية.
والمشافي هن كالتالي
– مستشفى الجمهورية
– مستشفى باصهيب العسكري
– مستشفى عبود
– مستشفى صلاح الدين
– مستشفى الشعب
– مستشفى الصداقة

جُل تلك المشافي كانت تتبع القوات المسلحة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ووحدهن مستشفى الجمهورية التعليمي والشعب والصداقة كنّ يتبعن وزارة الصحة

صحة المواطن كانت الأهم

يقول المواطنين في عدن بأن زمانهم الذي ولى كان يوجد مستشفى الجمهورية التعليمي، ومستشفى الشعب، ومن مستشفى الصداقة فقط ومع كل هذا كان الطب فيهن بكل عناية، كل شيء مجاني منذُ دخول المريض بوابتها حتى شفاءه، بل يحرم على أسرة المريض ارسال مرافقا شخصيا له كون المشفى تتحمل كافة المستلزمات الطبية من وإلى.

ليت الزمن يعود

تؤكد المسنة فاطمة محمد بن احمد البالغة من العمر 80 عاما بأن في أيام طفولتها عاصرت الأحداث ولم تطوى بعد من ذاكرتها ..تسرد قصص عايشتها إذ قالت : ذات يوم تعسرت جارتنا عن ولادتها فتم اسعافها إلى مستشفى الجمهورية، وحينما تم إيصالها البوابة الداخلية اتونا الممرضات ووضعت في الكرسي المتحرك حتى تم إيصالها إلى الطوارى، بعد ذلك منعنا من مرافقتها، وحينما دخلنا في جدل معهن جاءت الحراسة وتحدثت معنا بأن القانون يمنع كون المشفى هي المخولة في الحالة.
وأشارت بقولها : بدورنا خرجنا واتخذنا من الساحة مكانا لنا كون القلق ينتابنا وشعور اليأس يحيط بنا، بعد ذلك خرجت إحدى الممرضات تنادي لاهل المتعسرة لتخبرها أن ابنتهم بحاجة إلى عملية قيصرية يجب على اقرب شخص يوقع وذلك لإنقاذ المتعسرة لإجراء العملية، من جانبه قام زوج المتعسرة بالتوقيع وعلى التو أدخلت غرفة العمليات وتم إجراءها وعلى ضؤها تم ترقيدها لمدة أربع ايام وتم إخراجها وهي متعافية مع جنينها، واوضحت: لم يكلف زوج المتعسرة ولا دينارا واحدا، وتمنت بأن الأيام تعود كما كانت.

الدولة تتكفل لعلاج المريض داخليا وخارجيا

وفي ذات السياق أكد الدكتور/ علي عباد والمختص بالطفولة، اكد بأن الدولة كانت متكفلة بعلاج المريض داخليا وفي حال لزم الأمر لسفره الخارج فإن المشفى عليها اعداد تقريرا تقترح فيه للجان الطبية تسفيره إلى الخارج
وقال الدكتور بأن التقرير يتم مناقشته مع اللجنة الطبية والتي بدورها تحيله لوزارة الصحة وبذلك يتم الاستجابة من قبلها فتقوم بواجبها بداء من قطع جواز السفر حتى سفريته وعودته.

الطب اليوم معك قرش تسوى قرشين

أصبح الوضع الصحي المتدهور في الحضيض ذلك بعد أن جعل من هذا الجانب مصدر للتربح السريع، لم يعد هناك في قاموسه مسميات ملائكة الرحمة كما كان يطلق على منتسبيه، بل العكس تماما فقد تحول أصحابه إلى تجار جشعين.. لقد انتزعت الرحمة من قلوبهم واستبدلت بملائكة اللحمة.
من مشفى واحد في ذلك الزمن كفت ووفت واعطت ولم تأخذ، إلى أكثر من عشرين مستشفى ومركز صحي وعيادات خاصة تمارس المهنة دون وجود تصاريح مزاولتها للمهنة .. أصبح الممرض دكتورا والبيطري طبيبا ماهرا في صرف روشتات علاجية للإنسان وترك مجاله جانبا كونه لايسمن ولا يغني من جوع.
يصف المواطن (ح، ص، ن) الطب اليوم بأنه طب الكروش، طب الفلوس، ويضرب مثلا لذلك بقوله : في يوم وتحديدا بعد منتصف الليل حدث لابني وجع أسفل بطنه فقمت بإسعافه إلى المستشفى الحكومي كون وضعي المادي صعب للغاية وعند وصولي المستشفى لم اجد الطبيب المناوب فأخذت اجري من مكان إلى آخر لعلي أجده ولكن دون جدوى.
وتابع : ازدادت حالة ابني سؤ فنصحنا الممرض بإسعافه إلى مستشفى خاصة وبذلك أجبرت على تنفيذ نصيحته، فذهبت إلى المشفى وتم معاينة ابني وتسجيل له الفحوصات قدرت بأكثر من عشرة آلاف ريال، ثم بعد ذلك قال لي الطبيب بأن ابني مصاب بالدودة الزائدة ولابد من عملية.
سألته عن قيمتها فقال خمسين ألف ناهيك عن الأدوية والرقود قدرت بـ200 الف ريال وبذلك رديت عليه ليس هناك علاجات اخرى بديلة للعملية، فقال لا بل أكد أن لم اعمل العملية فورا فإنها ستنفجر وفي حال حدوث ذلك فإنها ستحدث له تسمم.

وكلت امري لله

ومضى المواطن قائلا : لامفر إلا أن اوكل امري لله وماكتب فأخذت ابني وعدنا إلى المنزل، وبعد ساعات تقلص الالم ولم يعد كان، ثم بعد شروق الشمس اخذت ابني إلى المستشفى الحكومي وتم مقابلة طبيب الباطنة والذي بدوره كتب له فحوصات التي أكدت بأن ابني مصاب بالاميبيا وتم صرف روشتة العلاج التي اشتريناها من الصيدلية فكان الشفاء لابني.

زر الذهاب إلى الأعلى