الزمن لا ينتظر أحدا.. عش حياتك الآن!

كتب/ بسمة نصر
في عصر تتسارع فيه الإيقاعات وتتشابك فيه التفاصيل اليومية، قد لا يملك الإنسان ترف التوقف ليراجع ذاته. نمضي أعمارنا في سباق غير مفهوم، نلاحق توقعات الآخرين، نرضي معايير المجتمع، ونهدر لحظاتنا الثمينة في القلق، التأجيل، والخوف من الحكم علينا.
لكن الحقيقة التي لا يجرؤ كثيرون على مواجهتها هي:
أنك إذا لم تعش حياتك الآن، فلن تعيشها أبدا.
لم يعد الزمن كما كان، عقارب الساعة لم تعد تمشي، بل تركض بنا. الشباب لم يعد مرحلة طويلة كما نعتقد. بالأمس كنت في العشرين، واليوم تستيقظ لتجد أن عمرك اربعون. الأعوام تمر كلمح البصر، وحين نلتفت، يكون كل شيء قد تغير، ونحن لم نبدأ بعد.
أمام هذا الواقع، هناك دعوة صارخة لا تقبل التأجيل:
عش حياتك. لا تنتظر موافقة أحد، لا تطلب ترخيصا من المجتمع لتكون كما أنت. جرب، أخطئ، صحح، وامض قدما. لا تجعل مواقف الآخرين قيدا، ولا تسمح لأحكامهم أن تعيش داخلك أكثر مما يجب. فالحياة تستنزف حين تعاش على مقاسات الآخرين.
في هذا الزمن، لم يعد الرهان على رضا الناس رهانا رابحا، بل هو عبء ثقيل يقودك إلى الفراغ. لذا، كن أنت. عش وفق ما تؤمن به، لا ما يُفرض عليك. وانشغل ببناء نفسك، لا بصورتك في أذهانهم.
دعنا نعترف: لا أحد سيحزن على أحلامك الضائعة سواك. ولا أحد سيحتمل كلفة الفرص التي لم تقتنصها، ولا القرارات التي خفت اتخاذها.
لهذا، اختر أن تعيش حياتك كما لو أنها ملكك وحدك، لأنها كذلك فعلا.
نحن لا نملك الزمن، لكن نملك القرار.
وما دامت عقارب الساعة لا تنتظر، فلا تؤجل حياتك.
“الحياة لا تقاس بعدد الأنفاس، بل بعدد اللحظات التي سلبت أنفاسنا”.
– جورج كارلين