رائد العفيف يكتب..التعطيل الاقتصادي وتقديم الخدمات في الجنوب

 

كتب/ رائد العفيف

تنشغل اليمن حاليًا بأزمة سياسية واقتصادية تعصف بحياة المواطنين، ويتمحور الجدل حول تقديم الخدمات الأساسية وسط صراع سياسي بين حكومة الشرعية الهاربة من صنعاء والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي استقبلهم في عدن. يأتي هذا الصراع بعد توقيع اتفاق الرياض الذي جمع بين الشرعية والانتقالي الجنوبي، ولكن يبدو أن هناك تعطيلًا متعمدًا في تنفيذ بنود الاتفاقية.

حيث إن رئيس الدولة ورئيس الوزراء اللذان ينتميان إلى شمال اليمن يعملان على تعطيل تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين وتشن عملية اقتصادية تهدف إلى ارتفاع سعر العملة الأجنبية وبالتالي ارتفاع أسعار السلع الأساسية. يبدو أن هدف هذه الحرب الاقتصادية هو ترهيب المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يستند إلى دعم قوي من الشعب في الجنوب ويسيطر على أراضيه. ومن الطبيعي أن تتخذ حكومة الشرعية هذا الموقف، حيث تركت أرضها للحوثيين وليس لديها سيطرة على أي منطقة، وبالتالي فإنها لا تولي اهتمامًا كبيرًا بتوفير الخدمات للمواطنين الجنوبيين.

يجب على المملكة العربية السعودية الضغط على الشرعية لتنفيذ بنود اتفاقية الرياض. ففي تلك الاتفاقية، تلزم الحكومة المشتركة بتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين في المناطق المحررة، مثل الكهرباء والماء والصحة والتعليم والنقل، بالإضافة إلى صرف رواتب الموظفين بشكل منتظم لضمان استقرار الحياة المعيشية للمواطنين.

وبموجب هذه الاتفاقية، يجب الالتزام بتوفير هذه الخدمات للجميع بغض النظر عن الانتماء القومي أو الجغرافي. إننا أبناء الجنوب أصحاب الأرض، ولا يمكن لأي طرف أن يتجاهل تنفيذ الاتفاق وإهمال تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين. ومن الضروري أن يكون للمجلس الانتقالي الجنوبي سلطته وأن يقوم بمهامه في تقديم الخدمات للشعب في الجنوب. إما أن نعيش بكرامة أو أن نموت شهداء، ولا يمكن لنا الصبر على استمرار هذه الأزمة التي تهدد حياة المواطنين. يجب أن يدعم التحالف العربي الجهود المبذولة لتحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي للجنوب.