اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

حضرمي يكتب…عندما كنا شيوعيين

النقابي الجنوبي/ متابعة

النقابي الجنوبي تنشر هذه المقالة لكاتب جنوبي مجهول يقول بأنه حضرمي ،احببنا نشره لكي يدرك الجيل الجنوبي كيف كان الوضع في الجنوب ماقبل عام 1990م

قبل عام ١٩٩٠م..كنا متآلفين متراحمين يجلس الجار مع جار،ويأتمن على دارة وأهله
كنا نجلس ونسمر في مجلس واحد،وكنا نفشي السلام بين الرجال والنساء ونتبادل الأخبار والسؤال عن الحال.

عندما كنا شيوعيين:
نذهب بالمريض للمستشفى لا تسجيل ولا دفع حق المقابلة ويتم فحصة وصرف العلاج له كاملا، وإذا استدعى لتمديده في المستشفى العام، اترك المريض وأنت روح بيتك مالك شغل، يعطى له سرير وفراش وعلاج وأكل ، فطور، غداء، عشاء وإذا استدعي لنقله، سيارة حكومية تنقله إلى العاصمة عدن، لا تسأل عن تكلفة عملية ولا أشعة ولا فحوصات ولا أي علاج كان. وإذا استدعى علاجه في الخارج تتكفل الدولة بصرف له ألفي دولار مع تذكرتي سفر مع المرافق.

-عندما كنا شيوعيين :
كانت المساجد لها هيبتها وروحانيتها وحلقات التحفيظ مليئة المساجد الصرعات ولا بقع ومربعات داخل الجامع لجماعات وأحزاب

  • عندما كنا شيوعيين :

قبل أن يبلغ ابنك سن السابعة يدخل الروضة،وبعد ذلك يتم استدعاؤك لإحضاره إلى المدرسة والدولة تتكفل بتعليمه في الابتدائية وتشرف على تفوقه حتى يصل الإعداديةوإذا لزم نقله إلى مدرسة أخرى الدولة تتكفل بسكنه وفراشه وغطائه وأكلة وشربة وكل أسبوع لحم، دجاج، سمك، ثم يصل للجامعة ويتخرج والوظيفة جاهزة ومنحاه خارجية مجانية.

عندما كنا شيوعيين :

المواد الغذائية مدعومة، ألف شلن (درهم جنوبي) يكفي مصروف شهر لأسرة عددها خمسة إلى ثمانية أفراد وأكثر.
– عندما كنا شيوعيين :
الزواج بواحدة والمهر لا يكلف إلا ألفي شلن.

عندما كنا شيوعيين :

إن لك قضية لا وساطات ولا مجاملات لا هذا ولا ذاك، المحامي تكفله الدولة لك خصيصا ومجانا.

-عندما كنا شيوعيين :

تذهب للأمن وأنت مطمئن بأخذ حقك دون رشاو ولا معارف ولا وساطات ولا ابتزاز ولا سرقة ولا قتل إلا نادرا، وإذا قتل مواطن في المهرة مواطن آخر يستنكر ويدين في المندب ويشاع خبره بكل محافظات الجنوب وصدمة كبيرة للجميع

حينما كنا شيوعيين :

إذا ضاع عليك شيئا، ستجده بنفس المكان الذي ضاع فيه
أو بأقرب محل تلاقيه وأي شخص يعطيه لك، كانت الثقة والأمانة بكل شخص، وإن لم تجد ضائعتك، أبلغ فورا سواء للجان الدفاع الشعبي ،أو في الأمن وخلال ساعات وأشيائك معك
، كان لدينا نظام وقانون في الجنوب لامثيل له ويحسدنا عليه القريب والبعيد، الصاحب والعدو

حينما كنا شيوعيين :

كنا نصلي ونصوم لا عنصرية
ولا مناطقية ولا أحد يتعرض لك
ولا إرهاب ولا ذبح
ولا أحزمة ناسفة ولا تناحر
مذاهب ولا طوائف ولامحاضرات للفتن.

      اليوم

العلاج بالفلوس، الدراسة بالفلوس، الوظيفة بالفلوس، المحاكم بالفلوس، المحامي بالفلوس ومعاملتك بالفلوس، جعلت من الجار عدو ومن المرأة فتنة ومن المحاضرات تحريض
ومن القتل شي عادي
ومن السرقة عادة
ومن الإرهاب جهاد
ومن التسول شغل
ومن الشحات عمل خيروافتتاح جمعيات ودكاكين باسم التبرعات وكفالة الأيتام وغيرها
ومن الغلاء شطارةومن الفساد منافسة ومن الرشوة حق،وأصبحت الخمور منتشرة بكل زقاق وحارةوالقات أصبح عادة بعد أن كان يوم بالاسبوع

رأينا وجوه غريبة تدخل عدن بسلاسل مربطه وميكرفون جنبه يصيح عليه دية ومحتاج لدفعها
رأينا كثروا المجانيين بكل ركن وزغطوط انتهى التعليم
وضاعت هيبته وقيمته امتلأت المساجد بجماعات ثيابه قصيرة وشعورهم طويلة وحواجبهم مكحلةودون احذية وعيونهم يطلق منها شرارةأصبحت المساجد ساحة للصراع..أتذكر،وما زلت أتذكر وقائع وأوجاع ،وإلى هذه اللحظة مازلنا نعاني ونعاني من الظلم والتخلف وما خلفوه لدولة الحضارة والنظام والقانون ..أعطونا الشيوعية الإسلامية وخذوا إسلام به الإرهاب والرعب والظلم، وليتهم يفهموا معنى كلمة الشيوعية الإسلامية

زر الذهاب إلى الأعلى