امتلك جيش تمتلك المستقبل، اليوم عاد الحق بالقوة العسكرية لا بترديد شعارات الاستجداء للخارج، ولا بحمل لافتات الاستعطاف للداخل بل بسواعد رجالات الجيش كتبت البندقية وثيقة استعادت الدولة.

فلن يخطب رئيس من الهضبة في عدن بعد اليوم، ولن يستوقفك جندي امن مركزي في حاجز تفتيش في عدن ويتأمل في بطاقة هويتك وفي اسمك واسم أسرتك وهو لا يعرف حتى اسم أسرة عدنية أو جنوبية عاشت على هذه المدينة وهذه الأرض منذ آلاف السنين.

قيامة الدولة الجنوبية، على مدى ثلاثة عقود أطبقت صنعاء على عدن بقبضة حديدية وأرسلت جنود من الهضاب الشمالية مدربون على الحاق الأذى بأهل المدينة، هذا الجندي الذي لا يعرف شيء عن عدن يظل يكرر الأسئلة من أين أنت وأين تذهب لأنه أتى من الهضاب الشمالية ولا ينتمي لهذه الأرض فهو خائف ويغطي على خوفه بالتسلط المقيت وينصب نفسه حاكم مطلق.

فكان لابد من قيامة جنوبية تزيح عن كاهل المدينة الظلم وهذا ما حصل بقيادة الرئيس “عيدروس الزُبيدي” الذي كان يبني الدولة ويضع أسس قيام الدولة الجنوبية الأولى.

الرئيس يعي انه لا توجد اختلافات جوهرية بين كآفة الأطياف الجنوبية وإن الكل مجمع على أن حل الدولتين هو نتيجة حتمية لما مارسته صنعاء ضد عدن في الثلاثة عقود الماضية وكان آخرها قصف مقر أقامة آخر رئيس جنوبي لدولة الوحدة (الرئيس هادي).

وإن من يردد شعارات الوحدة من الجنوبيين اليوم هو فقط يستخدمها كورقة ضغط على الانتقالي لكي يحصل على مساحة أوسع في التمثيل والسلطة على حساب المكونات الجنوبية الأخرى.

الرئيس مؤمن بأنه هناك نقاط مشتركة مع كافة المكونات الجنوبية وعلى هذا الأساس يبني ويضع أسس الدولة الجنوبية الحديثة.

قيامة الدولة الجنوبية الأولى دولة بعثت من جديد.