اتضحت الرؤية

النقابي الجنوبي / خاص
بقلم / خالد سلمان
إتضحت الرؤية لم تعد الصورة ضبابية ،تبين الخيط الأسود وصار مكشوفاً عنه الحجاب ،بعيداً عن ظلال الخيط الأبيض المتواري خلف سحب التضليل والتدليس والقول حمَّال الأوجه.
صار مجلس التعاون الخليجي بمجموعه يتمترس خلف دولته الكبرى الرياض، ولم تعد هناك مساحة للمناورة ، ولا شقوق يمكن التسلل من خلالها وكسب ميزات ومساحة حركة ، بإستثمار إختلاف سياسة دول مجلس التعاون الخليجي – وهي غير حقيقية بالأساس- وتمايزها عن بعضها، حيث المشترك الجامع بينهم العمل بمرجعيات متفق عليها، كررها أمين عامجلسهم :مرجعيات ثلاث عفا عليها الدهر وأكل مخرجاتها وشرب ،وتجاوزتها متغيرات الأرض وموازين قوى الصراع.
مرجعيات ثلاث وكأن هناك من يحاول بعد كل سنوات ومتغيرات هذه الحرب، تصميم عالم من رماد، يكرس المهزوم قائداً ويمنح المنتصر الحطام .
يُراد للجنوب أن يكون المسمار غير المرئي، في ترس حل رُسي مزاد التقاسم السياسي عليه مقدماً، قبل مسرحية البدء بتلقي العطاءت والمناقصة وتوزيع الحصص ، لتنكمش كجلد طاعن في العمر الخيارات التي كان يتم تسويقها للجنوب ، تسويق فقط من أجل الإستقواء به لحماية حدود دولة الجوار، والمنازلة بقوة الجنوب كورقة لتحسين شروط المملكة ،أو بالأصح للوصول مع الحوثي لمقاربات حل لا يشعرها بالهزيمة، ولا يمنح من كان (عدوها) كامل الإنتصار.
الخيار الوحيد أمام الإنتقالي ، بعد تصريحات معادة مراراً وتكراراً لمجلس التعاون الخليجي ، حول المرجعيات الثلاث ووحدة الأراضي اليمنية ،أي لا قضية جنوبية على طاولة المداولات قابلة للتفاوض ، الخيار الذي يجب أن تبني عليه كل قوى الجنوب جديد موقفها ، هو تعزيز اللُحمة الداخلية وإعادة ترميم الجسور مع الجميع ، ورد الإعتبار للحواضن وشد عصبها بمزيد من الشفافية ، حول من يستهدف قضيتهم وماهي البدائل المتاحة ، ومكاشفتها بآليتين للعمل:
– الإستفادة من الخارج وفق ضرورات التكتيك دون رمي كل الأوراق في سلته المثقوبة والمتداعية في مصداقيتها .
– الرهان الحاسم وبلا تفريط على القوى الداخلية في إنتزاع الحقوق، بالسياسة أو بساحات المواجهة ،دون الحاجة للتعويل على دعم هذا الخارج ،المرشح لمزيد من من التآكل والإنسحاب نحو مربع خصوم القضية الجنوبية .
سابق تجربة الجنوب النضالية التي لم يقرأها طابخو المشاريع السياسية من دول الجوار، هو أن كل مكتسباته في ميادين الصراع تمت بالتعويل على قواه الداخلية أولاً وأخيراً ، وبالتالي تلويح هذا الجوار بتخفيض مستويات الدعم -وهو بالمناسبة دعم كلامي إعلامي أكثر مما هو حقيقي- ، لن يُسقِط البندقية ولن يفتح ممراً آمناً لترسيخ حل يقفز على القضية الجنوبية، فسلام مستدام وإنهاء الحرب يبدأ جنوباً .
والحال هكذا نحن أمام مفترقي طريق، أما حل عادل للجنوب، أو حرب يزعزع أمن اليمن ، وبالتالي وبالضرورة كإنعكاس موضوعي وخارج لغة التهديد، أمن كل المنطقة.
إمنحوا الجنوب الحل العادل مستوفى الحقوق، مالم فلن يسقط اي كان من يديه البندقية ، مقابل غصن سلام لم يلوح به له أحد.