أزمة الكهرباء في عدن تفضح التواطؤ مع عصابات تهريب النفط
استيقظت عدن اليوم على كارثة كهربائية غير مسبوقة، حيث تعطلت غرفة التحكم بمحطات الكهرباء بالكامل ( بالصورة أعلاه )، مما أدى إلى انقطاع شامل للتيار عن العاصمة ، بما في ذلك المرافق الحيوية مثل المستشفيات التي أصبحت مهددة بتوقف خدماتها بسبب شح الوقود.
وفي الوقت الذي تغرق فيه عدن في الظلام، تتزايد الاتهامات للحكومة والمجلس الرئاسي بالتقاعس عن معالجة الأزمة، بينما تتواصل عمليات تهريب المشتقات النفطية من حضرموت إلى الشمال، مدعومة بتحالفات سياسية وعسكرية تحمي الفساد وتُفاقم معاناة المواطنين، و أسعار الوقود ايضا تواصل ارتفاعها الجنوني، والمواطنون يواجهون أزمة خانقة مع انعدام مصادر الطاقة، في وقت يُتهم فيه مسؤولون بالتواطؤ في تهريب النفط المخصص لمحطات الكهرباء، مما يزيد من حدة الأزمة.
وكسر نائب مجلس القيادة الرئاسي، فرج سالمين البحسني، حاجز الصمت وكشف عن شبكات التهريب التي تستنزف ثروات الجنوب لصالح قوى متنفذة، مؤكداً أن ثروات الشعب تُستخدم للابتزاز السياسي والاقتصادي.
تحركات البحسني لاقت دعماً واسعاً من النشطاء والمحللين الذين طالبوا بتحرك عاجل لوضع حد لنهب الموارد ووقف انهيار قطاع الكهرباء، محذرين من أن استمرار هذا الفساد قد يؤدي إلى انفجار شعبي لا يمكن احتواؤه.
و مع تفاقم الأزمة، يظل المشهد في عدن قاتماً، حيث تتلاشى آمال الحلول وسط استمرار الصراعات والنفوذ الفاسد، ويدفع المواطنون فاتورة الثمن يومياً، والمستشفيات على وشك الانهيار، بينما تبقى الحكومة عاجزة عن اتخاذ أي إجراءات فعالة.