كيف دمر الاخوان اللواء “35” مدرع بعد اغتيال القائد الحمادي وتصفية أفراد اللواء؟

النقابي الجنوبي / تقرير / ليلى العامري:
كيف دمر الإخوان كل ما بناه الحمادي؟
ضابط باللواء 35 يكشف تفاصيل محاولات الإخوان تصفية الأفراد من الداخل
لماذا مارس حزب الإصلاح ضغوطه على الأفراد؟ وما علاقة أبي العباس بذلك؟
يعاني منتسبو اللواء 35 مدرع بتعز اليمنية، أوضاعًا صعبة، ويتعرضون للإقصاء والتهميش، منذ اغتيال قائدهم السابق العميد عدنان الحمادي أواخر 2019، وسيطرة حزب الإصلاح على قيادة اللواء.
ومثّل اللواء 35 مدرع، النواة الأولى للقوات الحكومية بتعز، عقب الانقلاب الحوثي على الشرعية، بعد أن عمل قائده السابق العميد عدنان الحمادي على إعادة تشكيله وبنائه وفق معايير مهنية وعقيدة وطنية ليكون نموذجا متميزا على مستوى البلاد.
وسطر أفراد وضباط اللواء معارك بطولية في مواجهة الزحف الحوثي على تعز، منذ بداية تشكله في كتائب الشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب، مقدما قافلة من الشهداء الأبطال في جبهات عدة كانت تشكل أكبر مسرح عمليات بتعز يمتد من جبهة الضباب غربا وحتى حيفان والصلو في الجنوب والجنوب الشرقي من تعز.
بداية المشوار
ويقول الضابط في اللواء عيسى المساح: “شاركنا منذ بداية تشكيل المقاومة الشعبية في نجد قسيم وتحديدًا منطقة الكسارة في المسراخ بقيادة الشهيد طه سعيد بأسلحتنا الشخصية، وقبلها خضنا أغلب المعارك في جبهات ميلات والمقهاية وجبل هان وصولا الى عقاقه وكلية الطب”.
وأضاف: “قاتلنا تحت قيادة يوسف الشراجي وأصبت في جبهة الضباب، وخلال تلك الفترة بدأ العميد عدنان الحمادي بإعادة تشكيل اللواء 35 فانضمامنا إليه”.
وتابع: “أثناء مدة التدريب عاودت مليشيا الحوثي الإرهابية الهجوم على الضباب، بدءًا من فندق الحرمين، وفي تلك الفترة عزز بنا القائد الحمادي للضباب، وتمركزنا في تبة الخزان ورابطنا فيها لفترة من الوقت، لنتقدم بعدها إلى تبة الجزار تليها تبته الكرساح خلف فندق الحرمين”.”
“وأصيب عيسى المساح في تبة الكرساح، بشظايا قذيفة هاون هو وعدد من رفاقه أثناء ما كانوا يتصدون للهجمات الحوثية، نقلوا إلى إثرها إلى مستشفى خليفة العام في التربة للعلاج، وكانوا حينها يقاتلون بدون أي مرتبات وبسلاحهم الشخصي.
وفي تلك الفترات، انتقلت المعركة إلى جنوبي تعز، وتحديدا في حيفان، لتنتقل قوات من اللواء 35 بقيادة العقيد وليد الذبحاني وفهمان الغبس، لمواجهة العدوان الحوثي هناك.
ويقول المساح: “رابطنا بموقع بني علي وموقع ظبي وجرح عدد من أفراد اللواء، جرى إسعافهم إلى عدد من مشافي العاصمة الجنوبية عدن، لننتقل بعدها إلى جبهة الصلو”.
ويذكر المساح أنه أثناء وصول التعزيزات إلى الجبهات، اكتشف الجنود وجود عبوتين ناسفتين، لم تكن من تلك التي تزرعها مليشيا الحوثي، مشيرا إلى محاولة تصفية أفراد اللواء من الداخل وكان المسؤولون عن الدعم والإسناد قادة موالون لحزب الإصلاح، “فرع الإخوان باليمن”.
ويتطرق المساح إلى مشاركته ضمن قوات اللواء في جبهة الكدحة، مع كتائب أبو العباس، ومقتل وإصابة عدد من الأفراد الذين كانوا تحت قيادته منهم أقارب له.
وأشار إلى حادثة تصفية شقيقه صامد المساح، القائد الميداني باللواء 35 مدرع، بعملية غادرة وجبانة، في يوم عرسه بعبوة ناسفة، وأن كل ذلك لم يمنعه من مواصلة القتال ليعاود المشاركة بجبهة حيفان.
اغتيال القائد وتصفية اللواء
ويقول المساح: “بعد اغتيال القائد عدنان الحمادي جرى تهميشنا، وكنا نقاتل بوطنية وإخلاص، وأغلب الأفراد حتى الآن بدون أرقام عسكرية منذ بداية الحرب. كما لم نتسلم أي قطعة سلاح من أحد بعكس من ضموا للواء فيما بعد، وصرف لهم الأطقم والاعتمادات ومنهم لم يقاتل أو قاتل بشكل بسيط”.
ويوضح أن القيادة الجديدة التي خلفت القائد الحمادي، عقب اغتياله، بدأت بإيقاف الأفراد، تحت عديد المبررات منها عهد السلاح، وخصوصا الأفراد الذين كانوا معه، وكان ذلك أثناء انشغاله بقضية تصفية شقيقه صامد، وعلاج شقيقته التي أصيبت بالعملية.
ومن المبررات التي أوقف الأفراد على أساسها، وفقا للمساح، القتال مع القيادي السلفي أبو العباس، الذي يعد أبرز خصوم حزب الإصلاح بتعز.”
“وأضاف: “حزب الإصلاح بدأ بممارسة الضغوط بحجة أنه نحن مقاتلين مع أبو العباس، وهذا غير صحيح، فنحن من منتسبي اللواء 35 مدرع ونخوض القتال بالجبهات ضد الحوثي ولا يوجد لنا أي عدو غيره”.”
“وعدد المساح العشرات من رفاق السلاح، الذين سقطوا بجبهات القتال وهم يواجهون جحافل الغزو والعدوان الحوثي على تعز، ويتذكر تضحياتهم البطولية بإجلال رغم تعرض البقية لاقصاء وتهميش.
ونوه إلى حرمان عشرات القادة الميدانيين باللواء من مستحقاتهم وترقياتهم، إضافة إلى عديد الأفراد الذين لم يستلموا مرتباتهم وبعضهم مرقمين، فضلا عن إهمال الجرحى وعدم علاجهم على حساب الدولة، حيث لايزال العديد يعانون من مشاكل صحية خطيرة جراء الإصابات التي تعرضوا لها بالجبهات والإهمال المتعمد لاحقا.”
وشكى المساح من عدم علاج شقيقته التي أصيبت بعملية التصفية التي تعرض لها شقيقه صامد، وإهمال متابعة القضية بشكل عام، في تواطؤ واضح مع القتلة، على حد تعبيره.
فيما تحدث الجندي باللواء موسى المساح عن ثلاث محاولات تصفية تعرض لها، مؤكدا اصابته خلال ذلك إضافة إلى الإصابة بالمعارك مع المليشيا والتي لم تثنيه عن القتال.
ويوضح أن آخر إصابة تعرض لها كانت بجبهة الكدحة نهاية 2021 ولم يتلق أي رعاية طبية أو اهتمام من شؤون الجرحى، مشيرا إلى تدهور وضعه الصحي جراء تكون أكياس دموية بالكبد بسبب الشظايا التي تسكن جسده.