برك الصرف الصحي المكشوفة هي من يشوه جمال مدينتنا الحبيبة !!

صقرالغرانيق سالم هارون
كانت مدينتنا مدينة جميلة واسعة ، تسحرك بمناظرها الطبيعية الخلابة ، وهندستها المعمارية الطبيعية الفريدة ، وموقعها الطبيعي الجذاب على المحيط والبحر ، مدينة تحيط بها الجبال الشامخة الشماء من ناحية البر ، كجنود حراسة أشداء يسهرون على حراستها ليلا ونهارا ، ولا توجد فيها إلا بوابة واحدة واسعة جدا ، تنفتح على الصحراء المحاذية لها . لكن كان عيب تلك المدينة الجميلة الواسعة هو ، عدم وجود نظام صرف صحي مركزي فيها ، بل إن كل برك الصرف الصحي لكل البيوت في المدينة برك مكشوفة ، تفيض مياها حتى تغطي الطرقات والساحات العامة ، وتزكم روائحها النتنة الأنوف ، وكانت تلك البرك بيئة خصبة لتكاثر الحشرات الطفيلية والميكروبات والفيروسات ، التي تنقل الكثير من الأمراض والأوبئة إلى أهل المدينة دون استثناء ، مما زاد من نسبة الوفيات في المدينة . ولكن من حسن حظ المدينة وأهلها ، إن الله سبحانه وتعالى سخر لها حاكم عاقل عادل متعلم متحضر ، بدلا عن الحكام الذين كانوا يحكمون احيائها من سابق متفرقون ، وقام ذلك الحاكم العاقل العادل المتعلم المتحضر ، بإقامة مشروع صرف صحي مركزي لكل المدينة ، ولم تفيض قطرة واحدة من مياهه خارج برك وانابيب الصرف الصحي العامة المخصصة لها ، فانتهت الروائح النتنة ، وانتهت الحشرات الطفيلية والميكروبات والفيروسات ، مما أدى إلى ندرة الأمراض ، وبالتالي انخفاض نسبة الوفيات . لكن بعد عقود ، توفى ذلك الحاكم العاقل المتعلم المتحضر العادل ، واستبدل بحاكم جاهل متخلف ، يعيش في نهاية القرن العشرين ، ومطلع القرن الواحد والعشرين ، بعقلية العصر الجاهلي ، وأعاد المدينة إلى الوضع ، الذي كانت علية قبل أن يحكمها ذلك الحاكم العاقل المتعلم العادل المتحضر ، فانتشرت برك الصرف الصحي المكشوفة ، وملأت مياهها النتنة الطرقات والساحات العامة من جديد ، وانتشرت روائحها الكريهة في كل المكان ، وتكاثرت الحشرات الطفيلية والميكروبات والفيروسات ، مما أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة بين أهل المدينة بصورة افضع من الحالة التي كانت عليها قبل أن يحكمها ذلك الحاكم العاقل المتعلم المتحضر العادل ، مما أدى ذلك إلى ارتفاع نسبة الوفيات بين أهل المدينة من جديد .
صقرالغرانيق سالم هارون
الولايات العربية المتحدة
ولاية شبوة