ليس صدقة.. لماذا يُصوَّر النفط المقدم للكهرباء كعطاء من مأرب بينما هو حق الجنوبيين؟

يتم إرسال النفط الخام من شبوة وحضرموت إلى مصفاة مأرب بشكل يومي وكأنه أمر طبيعي ولا غبار عليه، بينما في الجهة المقابلة، يتم التعامل مع إمدادات الطاقة إلى عدن وشبوة من مصفاة مأرب وكأنها منّة أو صدقة تُقدّم من الشمال للجنوب.
ويظهر هذا التناقض بوضوح كيف يتم تجاهل حقوق الجنوب في ثرواته الطبيعية، التي تُنهب وتُرسل إلى الشمال، ليُستفاد منها في وقت تتعرض فيه المناطق الجنوبية لأزمات طاحنة في الكهرباء والمياه والوقود.
و عندما يُحاول البعض إظهار إمدادات الوقود من مأرب إلى عدن وشبوة على أنها فضل من الشمال، فإنهم يغفلون عن حقيقة بسيطة: هذا ليس تبرعًا، بل هو حق الجنوبيين في مواردهم الطبيعية، نفط شبوة وحضرموت ليس ملكًا لمأرب أو أي جهة أخرى، بل هو حق مشروع للمواطنين في الجنوب، ولا يُمكن لمن يسيطر على مصفاة مأرب أن يتعامل مع هذا الأمر وكأنهم يقدمون صدقة على الجنوب، بينما في الواقع هو استحقاق لا يمكن لأحد أن يتجاهله.