اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

(حيدرة القاضي) يكتب: من أنتصر في معركة غزة ؟

 

كتب / حيدره محسن القاضي

هل انتصرت حماس في هذه المعركة؟ بالطبع لا .. آلاف الشهداء والجرحى ومايقارب ال 70٪ من منازل الشعب الفلسطيني خربت ، دمرت كل أوجه الحياة في غزة ، فقدت حماس الصف الاول والثاني وربما الثالث والرابع من قياداتها العسكرية والتنظيمية.. صحيح صمدت حماس صمودا اسطوريا شبه خارق في مواجهة الآلة الحربية الإسرائيلية الأمريكية ، خمسة عشر شهرا تحت الارض ، وبين الأنقاض والانفاق ومع ذلك حافظت إلى حد كبير على توازن الرعب ، رغم خلل موازين القوة في الحرب اللامتناظرة كما يصفها المختصون..

..لكن في حساب المكسب والخسارة، لا احد انتصر ولاينبغي الاحتفال اليوم على ركام غزة واشلاء شهدائها …

عرت المقاومة الفلسطينية وجه النظام العالمي الراهن واسقطت اقنعته الإنسانية الزائفة ، في ازدواجيته للمعايير وتفريغه للمبادئ ، فضلا عن غياب المحاسبة والعدالة إزاء الانتهاكات التي ترتكب في حق المواثيق الدولية ،وقواعد القانون الدولي والإنساني ..

قبل طوفان الأقصى ، لم يكن وضع غزة وباقي المناطق الفلسطينية في رغد معيشيا وترف أمنيا ، بل كانت الأوضاع في اسوأ أحوالها ، وكادت قضية فلسطين تهمل دوليا ، هذه الحادثة ايقظت ضمير الإنسانية ، ولفتت الرأي العام الدولي الرسمي والشعبي إلى مايحدث في فلسطين وحقيقة الوجه القبيح للنظام الليبرالي الإمبريالي الغربي رغم فداحة الثمن ..

وعلى الصعيد الآخر ، تمكنت إسرائيل فقتلت وسحلت وسفكت وانتهكت ،بل دمرت البنية التحتية في غزة وإعادتها إلى المربع الأول ماديا ، لكنها لم تحقق أهداف نتنياهو في تغيير الواقع الأمني بالقضاء على حماس ، وتحرير الرهائن عسكريا ، نعم استطاع إطالة وقت المعركة للهروب من الالتزامات والضغوطات التي تواجهه داخليا فارتكب ابشع الجرائم التي ترتقي إلى مصاف جرائم الإبادة الجماعية .

لكنها بالتأكيد تعد نهاية نتنياهو وخروجه من المشهد السياسي ، فماذا عن حماس ومصيرها السياسي ؟

والتساؤل الاهم ..هل الوصول إلى وقف إطلاق النار ،وإعادة الفلسطينين إلى غزة وتبادل الأسرى ، وكل هذه الحلول المؤقتة هي غاية الوسطاء ولب امنياتهم ، لان المشكلة موجودة وأسبابها قائمة ما تم فقط معالجة النتائج وترحيل الاسباب ..فلماذا لايدفع الوسطاء نحو حل الدولتين على حدود ٦٧م ، وإغلاق هذا الملف المقلق في المنطقة …لقطع الطريق أمام الأطماع الإسرائيلية التوسعية …

زر الذهاب إلى الأعلى