أثناء زيارته لبريطانيا.. الرئيس القائد (عيدروس الزُبيدي).. حنكة سياسية أربكت الخصوم.

النقابي الجنوبي/خاص.
في نهاية يونيو المنصرم، اختتم الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، والوفد المرافق له زيارة ناجحة إلى المملكة المتحدة استغرقت عدة أيام.
وكان الرئيس القائد، قد وصل العاصمة البريطانية لندن في يونيو على رأس وفد ضم عدداً من أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، ورؤساء الهيئات المساعدة، في زيارة للمملكة المتحدة أجرى خلالها سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين في الحكومة البريطانية ومجلسي العموم واللوردات، ومؤسسات بحثية، ومنظمات حكومية، ووسائل إعلام، ومراقبين، بحثت في مجملها مستجدات الأوضاع السياسية والعسكرية، والإنسانية والإقتصادية في بلادنا، وسُبل الدفع بجهود إنهاء الحرب وإحلال السلام.
كما أجرى الرئيس الزُبيدي والوفد المرافق له عدداً من اللقاءات مع أبناء الجالية الجنوبية في المملكة المتحددة، وحضر حفلاً فنياً وخطابياً أقامته الجالية الجنوبية في منطقة برمنجهام احتفاءً بزيارته والوفد المرافق له، كما تفقد خلال زيارته لمنطقة برمنجهام مقر الجالية الجنوبية، وعدداً من المرافق التعليمية التابعة للجالية.
وفي ختام زيارته، أكد الرئيس الزُبيدي أن زيارته للعاصمة البريطانية لندن كانت ناجحة ومثمرة، مثمناً كل الجهود التي بذلها الأصدقاء في الجانب البريطاني لإنجاح الزيارة.
بعث رسائل دولية واهتمام بريطاني
كعادة رجل الدبلوماسية الأول في الجنوب الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي فأنه سرعان ما استغل الفرصة لانعاش العلاقات البريطانية مع الجنوب العربي، بل وبعث رسائل حادة وقوية للاقليم وللعالم عبر وسائل اعلام دولية.
كذلك أظهرت زيارة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي لبريطانيا اهتمام لندن البالغ والغرب ووسائل اعلامهم ومختلف الوسائل الاعلامية الدولية بالمجلس الانتقالي الجنوبي ما يشير ويؤكد أن “الجنوب” يحظى بـ”اهتمام دولي” بدءً من المعهد الملكي البريطاني “تشاتام هاوس” في العاصمة لندن الذي أسرع في تقديم دعوة للرئيس الزُبيدي للحضور والمشاركة في ندوة له، وكذلك وسائل الاعلام البريطانية والدولية المختلفة كصحيفة “الجارديان” وقناة BBC و”ميديل إيست آي” والقناة البريطانية الرابعة وغيرهم الكثير.
اما عن أهم الرسائل التي بعثها الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي ففي ندوة المعهد الملكي البريطاني أكد الرئيس الزُبيدي في سياق حديثه أن الحكومة الحالية – حكومة معين عبدالملك-، باتت غير قادرة على القيام بمهامها في توفير الحد الأدنى من الخدمات، وأشار إلى أن العلاقة بين الأعضاء في إطار مجلس القيادة الرئاسي رائعة.
ومن أبرز رسائله كان الايضاح للرأي العام الدولي بالتأكيد على أن الجنوبيين، لا يطالبون بالانفصال كما يروّج له البعض، كونهم ليسوا أقلية، مؤكداً أن الجنوب كان دولة لها عَلَم، ونشيد، وعُملة، ومقاعد في الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية والإقليمية، ومن حق شعبه أن يستعيد دولته كاملة السيادة، كما أن الجنوب جزء أصيل من المنطقة، ولديه علاقة استراتيجية مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ويطمح لأن يكون جزءً فاعلاً في مجلس التعاون الخليجي مستقبلاً. وكشف الرئيس الزُبيدي، في ختام حديثه لدى المعهد الملكي، عن أنه رفض عرضاً لتولي رئاسة اليمن، لكونه يحمل قضية وطن، ولم يكن يوماً باحثاً عن سلطة.
أما في مقابلته وحواره مع مقابلة مع صحية “الغارديان” الدولية كان حازماً ووجه رسائل للغرب بأن عليهم أن يقبلوا بالواقع الجديد الموجود على الأرض. إعادة النظر في المحادثات المخطط لها حول مستقبل البلاد، وتشكيلها وفقاً للواقع الجديد الموجود على الأرض، ووضع قضية الجنوب في إطار خاص وبشكل منفصل في طليعة المحادثات. بل وطمأن الرئيس الزُبيدي في سياق حديثه الدول الغربية، بأن الممرات البحرية والموانئ وحقول النفط في الجنوب، ستكون آمنة في إطار الدولة الجنوبية، والالتزام بجميع قواعد الأمم المتحدة والقانون الدولي”. ومرة أخرى أكد الرئيس الزُبيدي فشل أداء الحكومة، وأن الوقت حان لتغييرها، لأنها باتت عاجزة، وغير قادرة على تقديم الخدمات الأساسية المطلوبة للمواطنين.
ولم يقف الرئيس الزُبيدي عند هذا الحد، بل ووجه رسالة صادقة نيابة عن الجنوبيين واليمنيين، رسالة عجزت الحكومة عن بعثها أو تعاجزت جاء فيها “نعرب عن حزننا لأن الحرب في أوكرانيا أدت إلى تلاشي الاهتمام بالأزمة الإنسانية في اليمن، اليمن بحاجة إلى إهتمام العالم أكثر من أي وقت مضى، حيث يعاني المواطنون بشدة من انهيار قيمة العملة المحلية، ومن الفقر، وانتشار الأمراض والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي”.
وفي حواره مع قناة “بي بي سي” أوضح إلى أن إقامة دولة الجنوب سيحقق مكاسب لجميع الأطراف بما فيها الأشقاء في اليمن الشمالي. وأن هُناك ثلاثة خيارات ليقرر الشعب مصيره بنفسه، دون وصاية.
وعن الشائعات التي تُبث ليل نهار من وسائل اعلام الحوثي – والاخوان رد الرئيس الزُبيدي على الاستفسارات والادعاءات في حديثه لوسائل اعلام مختلفة بشأن وجود تصدع في العلاقة بين المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة فيما يخص ملف حرب اليمن، مؤكداً أن ذلك “التصدع، لم يسمعه إلا من خلال وسائل الإعلام فقط، لكن في الواقع لم يُشاهد شيئاً من هذا القبيل”.
الجالية الجنوبية تستقبل
أحتفلت الجالية الجنوبية في المملكة المتحدة بزيارة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي وقامت بأستقباله والترحيب به.
وأقامت الجالية الجنوبية في المملكة المتحدة حفلاً فنياً وخطابياً، في مدينة برمنجهام، احتفاءً بزيارة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي والوفد المرافق له.
كما ألقيت في الحفل، عدد من الكلمات لقيادة الجالية الجنوبية في المملكة المتحدة، ولممثلين عن الشباب والمرأة، رحبت جميعها بزيارة الرئيس الزُبيدي والوفد المرافق له إلى المملكة المتحدة، مؤكدة دعمها ومساندتها لجهوده في توحيد الصف الجنوبي والسير نحو تحقيق أهداف وتطلعات شعب الجنوب وحقه باستعادة دولته. وتخلل الحفل كذلك، إلقاء عدد من القصائد الشعرية، والفقرات الفنية التي تخللتها رقصات من التراث الشعبي الجنوبي، قبل أن يختتم الحفل بتكريم قيادة الجالية لعدد من رواد العمل الوطني الجنوبي في المملكة المتحدة.
وكان الرئيس الزُبيدي والوفد المرافق له، قد قاموا على هامش زيارتهم لمدينة برمنجهام، بزيارة مقر الجالية الجنوبية في منطقة ساندول، حيث كان في استقبالهم جمع غفير من أبناء الجالية الجنوبية في المملكة المتحدة.
ظهور مُلفت للمهرة
مما لفت أنتباه الصحفيين والاعلاميين وكذلك صحيفة “النقابي الجنوبي” هو الظهور البارز لقيادة المهرة ممثلة بالشيخ راجح باكريت الذي ظهر في جميع الجولات الميدانية واللقاءات التي نفذها الرئيس الزُبيدي ببريطانيا.
الاعلامي أوسان بن سدة علق هذا الظهور الملفت للرئيس الزُبيدي وبجانبه الشيخ باكريت وقال أنه ولطالما نأت المهرة بنفسها بعيداً عن تجاذبات السياسة طيلة العقود الماضية، مما انعكس عن ذلك على شخصية الانسان المهري وركز جل اهتمامه على الامور الحياتية والتجارية بعيداً عن الشأن السياسي. ولكن بعد اجتياح الجنوب 94 وغياب الشريك الجنوبي
خلت الساحة لقوى كثيرة للعبث وهُنالك تصارع المؤتمر والاصلاح وحتى القوى القبلية اليمنية وأخيراً الحوثيين على النفوذ فيها اضافة إلى التدخلات من الجوار فتحولت المحافظة إلى بؤرة صراع تُمارس فيها شتىء انواع العمليات القذرة التى انجر للاسف بعض ضعفاء النفوس من ابناءها ليكونوا وكلاء لتلك الاطراف المتصارعه.
وفي نوفمبر 2017 كانت المهرة على موعد مع تسلم زمام الامور فيها لشاب من ابناءها في ظروف سياسية وامنية واقتصادية غاية في التعقيد وخلال مدة قصيرة استطاع الشيخ راجح باكريت وبمهارة عالية ترويض الضباع المتعطشة للدماء وملاحقتها لوجارها. وحين ظن كل طرفه انه قادر على تطويع المحافظ الجديد لخدمة اهدافه كما جرت العادة. اتت الصفعة الاولى مبكرا بقلع وكيل المحافظة علي الحريزي المقرب من نائب الرئيس حينها علي محسن الاحمر والمشرف على عمليات التهريب للحوثيين والعمليات المشبوهة وملاحقة خلاياه حتى فر هارباً إلى عمان لتتوالى عليهم الضربات بإغلاق مكاتب القنوات وابواقها التي تهاجم الجنوب والتحالف العربي، المهرية - بلقيس ويمن شباب، ودخل في مواجهة مباشرة مع العفافيش وقلص نفوذهم في إدارة المحافظة والاجهزة الحكومية والامنية ليتفرغ فيما بعد لجماعة الاخوان ومكاتبهم وجمعياتهم وضيق الخناق عليهم ولم يبالي بقوتهم حتى في ظل سيطرتهم على قرار الشرعية حينها.
ولكن للاسف بالاخير رضخ السعوديين لإملاءات الاحمر بإقالته في فبراير 2020 رغم أنه هو من كان له الدور الابرز في تمكين قوات التحالف _ العربي من التمركز في المهرة للمره الاولى.
وفي عهده تقلصت عمليات تهريب الاسلحة للحوثيين عبر المهرة وفي تلك الفترة ايضاً تمَ القبض على قيادات كبيرة في تنظيمي داعش والقاعدة الارهابيين والعشرات من عناصرهم بالتعاون مع الاخوه الاماراتيين والبريطانيين.
وكان من ذكاء الرئيس <<عيدروس الزُبيدي>> ان يكون الشيخ (راجح باكريت) عضو هئية رئاسة المجلس _ الانتقالي _الجنوبي برفقته في الوفد الذي زار العاصمة لندن اواخر الشهر المنصرم فالانجليز يعرفونه جيداً ويثقون بقدراته ويتمتع بعلاقة مميزة معهم.
وقد تفاجئ من لم يعرف الرجل بفراسته ومراسه السياسي والذكاء في التعامل مع الاطراف الغربية وقدراته في إختيار ملفات التفاوض وإدارتها بجدارة وحنكة. لذلك يجب على الجميع ان يغير النظرة السطحية عن المهرة وسقطرى فشبابها ورجالاتها اصبحوا في رأس صناعة القرار الجنوبي فهم يعيدون أمجاد اجدادهم أسياد وأسود البر والبحر واساطليهم التجارية والحربية التي كانت تجوب الخلجان والمحيطات وبالشيخ راجح والفرسان مثله سيبحر الجنوب _ العربي إلى بر الامان و سيستعيد الجنوبيين ارضهم ويؤسسون لمستقبلهم في ظل دولة _ جنوبية _ اتحادية، فلا خوف على المهرة وقد عانقت باكورتها بيج بن.
– حنكة سياسية أرعبت الخصوم
اخيراً فإن المجلس الانتقالي الجنوبي حقق نجاحات دبلوماسية كبيرة في إطار تدويل القضية الجنوبية وطرحها على طاولات الشركاء الفاعلين في المنطقة والعالم كقضية شعب ودولة تعرضت للاحتلال وتطالب بإستعادة الدولة.
وما كان لهذهِ النجاحات الدبلوماسية ان تتحقق لولا النجاحات العسكرية والامنية التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية في مواجهة الارهاب ومليشيات الحوثي خلال السنوات الماضية.
زيارة بريطانيا تحرك وصفه مراقبون وسياسيون بأنه خطوة كبيرة للدفع بقضية شعب الجنوب بالنظر إلى عمق العلاقة التاريخية بين الجنوب وبريطانيا خلال العقود الماضية ناهيك عن الدور الفاعل والكبير للندن اليوم في العالم.
من جانب آخر، المجلس الانتقالي تمكن خلال الفترة الماضية من تحقيق نجاحات كبيرة بإيصال قضية شعب الجنوب بمفهومها للعالم
كاسراً بهذهِ الحنكة السياسية كل محاولات الاحتلال اليمني.
خطوات وتحركات المجلس أرعبت الخصوم الذين يحاولون مرة تلو أخرى بفرض الحصار السياسي والاعلامي على قضية شعب الجنوب ومحاولات تزوير إرادته وحقه في استعادة دولته.
