لاقيمة لشعب تسقط راية بلده!

كتب /يوسف الحزيبي

إن الراية الجنوبية التي سقط من أجلها آلاف الشهداء لم تكن قطعة قماش يرفعها من ضحوا بأنفسهم ومن مازالوا يناضلون من اجل رفعها في سماء الجنوب الطاهرة، بل هي وجه الإنتماء الحقيقي لهوية الشعب الجنوبي وسيادته، فالراية الجنوبية هي تلك الراية التي حاول الطامعون والحاقدون عليها محوها في زمن الوحدة المشؤومة حتى انطلق ذلك النداء الصادر من أعماق قلوب الجنوبيين:
ارفعوا علمكم ولا تخذلوه، وسَلِّموا بالتحية والسلام على القلوب التي تحميه، فهي لا تحميه نفاقاً ولا طمعاً، بل انتماءا له و حبا صافياً كالماءِ الزلال، وتعبيراً صادقاً عن قمة الولاءِ والوفاء للجنوب وهويته، فالوطن الذي يسقط علمه لا قيمة لأبنائه، فهانحن أبناء الجنوب سنقاتل من أجله ولن يزحزحنا نعيق الكلاب المسعورة التي تحاول النيل من الكرامة الجنوبية ورايتها الساطعة،
فمازال اليوم الشعب الجنوبي العظيم متمسك بأهدافه وساعيا لتحقيقها رغم كل التحديات التي تواجه إلا أن الشعب الجنوبي حاميا علم بلاده وهويته الجنوبية، بينما ترخص الأرواح الجنوبية في سبيله، ولذلك اليوم اصبح ابن الجنوب يضع يده على قلبه، حين يرى علم وطنه يرتفع، ونشيد بلاده تصدح به الأصوات الجنوبية، في إشارة إلى أن القلب هو موطن الراية الجنوبية ومكانته المكينة.
لذلك لن يظل العلم الجنوبي اليوم
عالياً خفاقاً، إلا إذا اجتمعت الأيدي الجنوبية كلُّها على رَفعه ووجدت التنازلات من أجله، تعبيراً عن وحدتنا الوطنية الجنوبية وتلاحمها المصيري في سبيل الوطن وإستعادة الدولة الجنوبية ورفعة شأنها.