كاك بنك

11 فبراير الثورة والأزمة

بقلم عادل المدوري

ثمان سنوات مضت منذ أن خرج الشباب إلى الساحات في مختلف المحافظات اليمنية في 11 فبراير عام 2011م، وهم يرددون شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» شعار اجتاح دول العالم العربي خلال فترة قصيرة في مظاهرات سلمية أطلق عليها ثورات الربيع العربي ضد أنظمة قمعية مستبدة فاسدة، خرج الشباب حالمين بتغيير عيشهم ومستقبلهم من خلال التغيير السلمي للنظام أو حتى في الحدود الدنيا، ما دفع النظام للقيام بتغييرات لعلها توفر لهم سبل العيش الكريم والحصول على الوظيفة والسكن.

 

مرة عدة أشهر ونظام صالح مازال صامداً أمام الثوار وتعامل مع المتظاهرين بقوة السلاح والقناصة فسقط آلاف الشهداء والجرحى ولا حلول تلوح في الأفق. وبأسلوب ماكر قدم الرئيس صالح المبادرة الخليجية بحسب تصريح له قبل مقتله، كانت كطعم في سنارة لإيقاع الثورة في شباك الصياد، فانزلقت ثورة 11 فبراير في أتون المتاهات للدولة العميقة لنظام صالح الذي خطط ورسم لها مسارا يحول دون تحقيق أي تغيير حقيقي، فتحولت من ثورة إلى أزمة سياسية بين الفرقاء السياسيين انتهت بسيطرة جماعة الحوثي على صنعاء في 21 سبتمبر عام 2014م بتواطؤ من الرئيس علي عبدالله صالح وأنصاره.

 

نحن في الجنوب لم يكن مطلبنا تغيير نظام الرئيس صالح أو الحصول على الوظيفة والسكن فحسب، بل ثورتنا بدأت منذ العام 1994م من خلال تنظيمات سرية. وكان الانطلاق الرسمي والعلني في 7 يوليو 2007 من ساحة العروض بخور مكسر عدن، كانت مطالبنا سياسية واستعادة الدولة وثورتنا مازالت مستمرة حتى اليوم.

حققت ثورة 11 فبراير منجزات ومكتسبات صبت في مصلحة الجنوبيين وعلى طريق استعادة الدولة الجنوبية، فقد قضت هذه الثورة على نظام علي عبدالله صالح بالكامل ودمرت الجيش والحرس الجمهوري والأمن المركزي والسلاح الضخم الذي استولى عليه من دولة الجنوب بعد حرب عام 1994م، وآخر اشتره في صفقات شراء كبيرة على حساب قوت المواطنين ومن خيرات الجنوب.

 

ومن منجزات ثورة 11 فبراير أيضاً هو القضاء على بعبع المشايخ القبلية والدينية والأحزاب في الشمال وفي صنعاء تحديداً وأصبح الجنوب يحكم من أبنائه والشمال محتل من قبل جماعة كهنوتية قد تقبل بدولة بحدود عام 1990م في سبيل بقائها على كرسي الحكم، فلم يعد لصنعاء سلطة على عدن ولا على حضرموت ولا بقية المناطق الجنوبية، لذلك لم يعد هناك مجال للعبث والإرهاب والنهب ولم يعد ينطلي على الناس المكر والخداع والكذب والخزعبلات، ولم يعد الشعب كالدمى يحكموه كما يشاؤون، الشعب اليوم يراقب عن كثب ويفضح المفسدين والمعتدين ويدافع عن حقوقه.

 

يبدو أن العالم العربي قد نفض غبار العبودية والخوف والجهل والتخلف منذ عام 2011 بعد سقوط أنظمة الطغيان، وأصبح الفكر العربي يتمحور حول عيش حرية عدالة وكرامة إنسانية، وقد ترتفع هذه المطالب وتنخفض لكنها ستظل حاضرة وحية في عقول ووجدان الشعوب وقد تعود من جديد إلى الواجهة ثورات شعبية تنتزع حقوقها المسلوبة من الطغاة والمستبدين