اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
الجنوب في الصحافة العالمية

استرداد ” بني شنقول “

 

صالح علي بامقيشم

ربما يكون الحل الأمثل للقاهرة في معالجة أزمة سد النهضة هو استرداد بني شنقول وليس قصف السد بشكل مباشر وان كان الخيار الاخير لازال واردا بقوة وتستطيع المقاتلات الجوية المصرية تحويل السد في لحظات الى ” حلاوة طحينية ” .

يقع سد النهضة في إقليم بني شنقول الذي سيطرت عليه اثيوبيا مطلع القرن الفارط في تسوية مع الاستعمار البريطاني لينضم إلى دولة مثخنة بالانقسامات العرقية وذاهبة الى التصدع والتشظي حتما و لامحالة .

بني شنقول من حيث الملكية مصري بامتياز منذ عهد محمد علي الذي دخل الإقليم بجيوشه وبرضا السكان وترحيبهم وسوداني من حيث السيادة وغالبية سكانه من العرب وهو اقليم مكدس بالذهب والمعادن ويبدو أن النظام السوداني الحالي غير جاد ومتخاذل في أزمة سد النهضة والا كان سيلجأ للمطالبة باستعادة الإقليم

في سعيها لإضعاف ثقل مصر في منطقة حوض النيل مارس الغرب دورا محوريا في تسمين اثيوبيا لتقوم بدور النقيض من خلال ضم عدد من المستعمرات الأفريقية في دولة واحدة فولد الكيان الاثيوبي مشوها ومتناقضا ومليء بالصراعات العرقية والصراع الدائر في إقليم تيغراي سينتج صراعات مماثلة ممايعني إن البلاد ذاهبة نحو التمزق

المميت بشكل قطعي .
ابي احمد رجل متهور وصرصار لايعرف حجمه الحقيقي يحاول بكل الوسائل المتاحة تأخير قدوم التقسيم الذي سيجعل اثيوبيا مجرد ذكرى موغلة في الزمن
وحتى اللحظة لاتستطيع الحكومة الإثيوبية توليد الطاقة الكهربائية من السد ولن تستطيع وليس بمقدورها ذلك بل إن السد ليس له هدف مفيد اساسا وهدفه الوحيد الأضرار بدول المصب .

يتدفق نهر الدانوب في أعماق أوروبا مارا بعشر دول ولم نسمع أن دولة ما تريد قطع المياه عن جيرانها لا دولة الحوض ولا دولة المنبع .

نهر النيل منحة ربانية منحها الله للإنسان ليستفيد منه الجميع ولايمكن لسياسات متهورة وعميلة أن تسلب مصر قطرة واحدة من النيل ؛ وربما يكون ثمن تهور أديس أبابا ليس فقدان السد فحسب بل وفقدان بني شنقول بالكامل والذي سيعود لأصحابه الأصليين

زر الذهاب إلى الأعلى