مقالة د/ فائز المنصوري:القضية الجنوبية بين إنكار الداخل وأجندات الإقليم

مقالة د/ فائز المنصوري:القضية الجنوبية بين إنكار الداخل وأجندات الإقليم
د/فائز سعيد المنصوري
نسمع دائمًا في وسائل الإعلام اليمنية، بمختلف توجهاتها السياسية؛ إصلاحية كانت أو مؤتمرية أو حوثية، بل حتى من قادة ثورة التغيير، عبارة: «لا بد من إنصاف القضية الجنوبية». غير أن هذه القضية جرى اختزالها من قبلهم في حقوق وظيفية وتعويضات لمن لحقه الضرر بعد حرب عام 1994م، متناسين أن القضية الجنوبية ذات طابع سياسي قبل أن تكون قضية حقوقية.
وحين يتم توضيح الطابع السياسي للقضية لهؤلاء، يردّون بالقول إن ذلك دعوة إلى الانفصال، وكأن اليمن كان وحدة سياسية متجانسة قبل ظهور القضية الجنوبية. ألا يدركون أن الجنوب كان دولة قائمة بذاتها، ودخلت في معارك عنيفة مع الجمهورية العربية اليمنية أنهكت جميع الأطراف؟ ولهذا عمل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، بطريقة مشؤومة، على النكاية بأبناء الجنوب، مستدعيًا الثأر دون أن يصرّح بذلك، مستخدمًا كل السبل لإذلال الجبهة التي كانت تتزعم الدولة الجنوبية السابقة.
إننا بحاجة إلى معرفة حقيقة المشكلة وتشخيصها تشخيصًا دقيقًا بعيدًا عن العاطفة، حتى يسهل علينا حلها ووضع حلول جذرية تضمن عدم تكرار الأخطاء. وقبل ذلك، لا بد من النظر إلى دور الدول الإقليمية التي تريد استمرار الصراع اليمني، ولكن بالطريقة التي ترسمها هي.
إن وحدة اليمن التي أُنشئت عام 1990م قد انتهت فعليًا وسياسيًا. وإذا كان لا بد من عودتها، فلتكن بعد إعادة كل شطر إلى وضعه السياسي كما كان، وترتيب أوراقه ترتيبًا يضمن عدم تكرار الماضي. ويتم ذلك إذا رضي الشعبان، عبر استفتاء عام لا يُستثنى فيه أحد، خاصة في ظل التطور التكنولوجي الذي نعيشه في عصرنا الحالي.
أسأل اللهَ أن يجمعَ قلوبَ أبناءِ اليمنِ كافةً على الحق، وأن يَحقنَ دماءهم.