اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

التئام الجرح الجنوبي النازف منذ العام «1994»

كتب/ د/ قحطان عبدالله

لقد ظل الجنوب يعاني من القهر والإقصاء والتهميش ونهب الثروات المختلفة، من مصانع ومخططات سكنية ومؤسسات وثروات نفطية وأحجار كريمة، … الخ، من قبل النخب المتنفذة في الحكم التي جعلت مصالحها فوق مصالح شعبها.

ليس هذا فحسب، بل تعدى ذلك إلى تسريح الجنوبيين من وظائفهم وأعمالهم وإقصائهم من الوظائف المختلفة، أكان في سدة الحكم أو التمثيل الدبلوماسي، حتى بلغ الاستهتار إلى المساس بلقمة العيش من خلال التلاعب بالرواتب والأسعار. وحتى التعليم، الذي لا دخل للسياسة به في أي بلد، لم يسلم منهم لقد سيسوه وعادوا به إلى الوراء.

كل هذه الجروح النازفة في هذا الوطن وشعبه منذ العام 94 إلى هذه اللحظة لم تشفع لهذا الشعب عند هؤلاء النفر. ليس هذا فحسب، بل تعدى ذلك إلى نعته بكل العبارات النتنة، فتارة يطلقون عليه مرتد، وتارة انفصالي، وتارة شيوعي، وتارة إسرائيلي، هذا الشعب الذي قدم ثرواته وتنازل عن الرآسة لأجل الوحدة وهو متحمل صابر يكابد الألم ويكتم جراحه وفي قلبه نار تغلي من مظلومية جائرة.

وحين أتى الغزو الثاني لأرضه، نهض أبناؤه كرجل واحد ليدافعوا عن أرضهم بكل بسالة وقدموا آلاف الشهداء والجرحى حتى انتصروا ليصبحوا أسيادًا على أرضهم.

وبرغم كل هذه الجروح التي لحقت به، إلا أن هذا الشعب قد تناسى هذه الآلام وسمى عليها وفتح ذراعيه لإخوانه في المناطق الشمالية واحتضنهم وقربهم من كل شيء وعاملهم بكل ود واحترام حتى تقاسم معهم الحقائب والمناصب بالتساوي، آملًا منهم أن يكونوا أسيادًا على أرضهم ويحررونها.

إلا أن كل ذلك لم يشفع لهذا الشعب المكلوم الصابر، لم يشفع له حتى استضافته لهم حين جعل منهم أسيادًا ينعمون بخيراته ويحكمونه في عقرداره، بعد أن كانوا لا يملكون دارًا أو غرفة صغيرة. إلا أن هذه النخب المستحوذة المتنفذة، حتى وهي في طقوس الضيافة الجنوبية، ضلت تمارس الحصار على هذا الشعب من خلال قطع الرواتب والحصار الاقتصادي والتلاعب بالموارد وكيل أقبح الشتائم والألفاظ والعبارات النتنة المقززة وحين طالب ببعض حقوقه تعرض أبناءه للقتل والسجن والسحل في الشوارع كل هذه الممارسات جعلت الجنوب وشعبه يكرهون شيئًا اسمه الوحدة، هذه هؤلاء المتنفذين الذين مارسوا كل هذا العبث مستندين في ذلك على الغريزة الفكرية التي ترسخت في عقولهم والمبنية على مبدأ السيطرة والاستحواذ والنفوذ.

وهذا قد لا نجده في الكثير من الدول الأكثر تخلفًا، بأن يتم تقاسم الحقول النفطية والثروات والمصانع والمؤسسات بين مجموعة من المتنفذين الذين تناسوا أن الله يمهل ولا يهمل، وأن الصبر له حدود، وأن الحق لن يضيع، وأن إرادة الشعوب لن تقهر عبر التاريخ.

هذه الممارسة جعلت الشعب الجنوبي ينتفض كرجل واحد لاستعادة وطنه وهويته المسلوبة. مع أن الوحدة نعمة من الله لا يكرهها أحد، ولكن أن تكون بهذه الصورة فهي غير مقبولة، حتى عند أطفال هذا الشعب المكلوم. مع تقديرنا واحترامنا لبعض النخب والأطياف السياسية ذات الفكر المعتدل.

إنني أدعو كل إخواننا في المناطق الشمالية إلى مد يد الأخوة لإخوانهم الجنوبيين والترفع عن الضغائن والصغائر والأحقاد والحفاظ على روابط الأخوة والدم والنسب. فالجنوب هو الحضن الدافئ للجميع مهما حاول ذوو المصالح زرع الحقد والكراهية بيننا.

كما أدعو أولئك النفر من ذوي المصلحة أن يكفوا عن كيل الشتائم النتنة وأن يحافظوا على شعرة معاوية، لأن الكلام الزائد يسيل الدم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Anchor Textalnqabialjanubi.com //
© "+t.title+'
المصدر:
'+v+""}y=t.createRange(),t.body[d](h),y.selectNodeContents(h),p=e[n](),p[o](),p[i](y),setTimeout(function(){h[l][r](h),p[o](),p[i](f)})}},!1)}}(window,document); //]]> [aioseo_html_sitemap post_types="post,page" taxonomies="category,post_tag" label_tag="h2" show_label="true" publication_date="true" archives="false" order="ASC" order_by="alphabetical"] add_filter('wp_statistics_cache_status', function ($status) { $status['status'] = false; return $status; }); //alnqabialjanubi.com/ //alnqabialjanubi.com/ //]]> //IPCONFIG / flushdns