يـ «عيدروس» أعلنها دولة

عبدالواسع عبده الحميدي
لم يعد الصمتُ في حضرةِ التضحياتِ صبرا ، بل غدا اشتعالا ينتظرُ عود الثقاب ، ففي أزقة عدن ، وفي قمم جبال ردفان ، وفي شواطئ المكلا ، ثمة نبضٌ واحدٌ يقرعُ طبولَ القيامةِ السياسية ، ويهتف بملءِ اليقين : يا عيدروس .. أعلنها دولة.
إنها ليست مجرد صرخةٍ في وادٍ ، بل هي استردادٌ للأنفاس التي حُبست لعقود ، يا عيدروس ، إنَّ التاريخ لا يفتح أبوابه للمستأذنين ، بل ينحني لأولئك الذين يقتحمون أسواره بوهجِ الإرادة ، لقد سقى هذا الشعبُ تراب الوطن بدمٍ غال ، لا ليبحث عن أنصاف حلول ، ولا ليقايض كرامته ، بل ليقف شامخا تحت سماءٍ لا تظله فيها إلا رايةُ الاستقلال.
أعلنها ليُورقَ الشجرُ الذي جفّ من وعودِ الساسة ، وليبتسمَ الصغارُ الذين كبروا وهم يلوّنون في دفاترهم علما لا يغيب ، أعلنها لتمسحَ عن جبينِ الجنوب غبار التبعية ، ولتعيد لـ عدن تاجها المرصع بالحرية ، فما عاد في كؤوس الصبر قطرةٌ واحدة لم تجرعها هذه القلوب المتعبة.
يا عيدروس أعلنها من أجل ، نبضُ آلافِ الشهداء الذين رحلوا وهم يهمسون باسم الدولة الجنوبية كاملة السيادة ، أعلنها لينعموا في قبورهم بسلام ، أعلنها لترتاح أرواحهم الطاهرة
يا عيدروس الشعبُ خلفك قد أتمَّ صلاته ، ووجّه وجهه شطر “السيادة” فكن أنتَ التكبيرة الأولى في محراب الاستقلال ، وكن الصدى الذي يتردد في أروقة الأمم : “أنْ ها هنا شعبٌ قرر أن يحيا، فلا نامت أعينُ المستحيل” .