سلسلة مقالات.. الحلم الاخير« 2»

صالح الضالعي
منذ فجر التاريخ، ظل العرش رمزًا يتجاوز حدود السلطة المادية ليصبح تجسيدًا لأعمق أحلام الإنسان( حلم المجد والخلود)، وليس العرش مجرد مقعد للحاكم، بل هو صورة مكثفة للرغبة الإنسانية في البقاء، في أن يُخلّد الاسم، وتُحفر الإنجازات في ذاكرة الزمن
يمثل العرش القوة المطلقة التي يسعى إليها الإنسان ليثبت ذاته أمام الآخرين كونه نقطة التقاء بين الواقع والخيال، بين ما يمكن تحقيقه وما يظل حلمًا يراود النفوس.
في المخيلة الإنسانية، العرش ليس ملكًا لشخص واحد، بل هو أفق مفتوح لكل من يطمح أن يترك أثرًا خالدًا.
ومن هنا وانطلاقا من قاعدة الرؤية الصالحة التي حدثنا بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، راود صديقي احلام جمة جلها تتعلق بالمجد والعز والبطولات التي يسطرها ابطال قواتنا المسلحة الجنوبية بقيادة الرئيس القائد( عيدروس بن قاسم)، وبفضل الله، الذي سخر له النصر تلو الاخر، ومحال على الاعداء ان ينالوا منه، فكلما مكروا، مكرالله بهم، وماربك بظلام للعبيد.
في منامنا داهمتنا احلام كثر ولكن ابرزها، بان عرشا كبيرا يعتليه رئيسنا وقائدنا (عيدروس)، محاطا بالجند، صعب علينا لقاءه، نظرات القيت على العرش الذي صور لنا في مخيلتنا التي لاتكذب البتة
واخبرنا العصفور وتحديدا في عام 2022م بانه راى بمنامه رؤية مفادها: رجلا طويلا يمر في اوساط المواطنيين، ملقيا عليهم التحايا والسلام،وفي كل محافظات الجنوب، فما كان منهم الا الاصطفاف بجانبه، وان للحلم هذا نراه اليوم يتطبق، وامام اعيننا من اصطفاف جنوبي لامثيل له، والى جانب الرئيس القائد (عيدروس)، ضف الى هذا اذ راينا بأم اعيننا كثير ممن وضعوا انفسهم كمعارضين لسياسته المرنة بانهم بالامس كانوا مجحفين في حقه، عفى الله عم سلف، فماذا ترون اني فاعل بكم؟، قالوا اخ كريم،وابن اخ كريم، فقال : اذهبوا فانتم الطلقاء.. تعاليم شرعية لنبي الامة بأبي وامي، صلى الله عليه وسلم
احلام المنام ، واحلام اليقضة ايضا تتعزز لتصبح المجد، وهو الوجه الآخر للعرش، فكل من يعتلي العرش يسعى لأن يذكر اسمه مقرونًا بالعظمة، وهاهم الجنوبيون اليوم عظماء، كرماء، صناديد
الحلم بالمجد ليس سياسيًا فقط، بل هو شغف داخلي لدى كل إنسان الذي يسعى أن ينجز شيئًا يتجاوز حدود حياته القصيرة.
والعرش الحلم هنا يتحول إلى رمز داخلي، عرش الروح، حيث يسعى الفرد إلى الانتصار على الاعداء،وبهكذا عزز الحلم قرب بلوغ المشروع الجنوبي الكبير الذي خطه منذ بداية تأسيسه لاول حركة جنوبية مسلحة عام، 1996م، الا وهى حركة تقرير المصير «حتم»
الإنسان يحلم بالعرش لأنه يرى فيه وسيلة للانتصار على الزمن التعيس،زمن الاحتلال،زمن شرد فيه القائد،والانسان الجنوبي، وليصبح جزءًا من التاريخ
في الأساطير والقصص، العرش غالبًا ما يرتبط بالآلهة أو الملوك الذين لا يموتون، مما يعكس توق الإنسان إلى أن يكون جزءًا من الأبدية.
والعرش بالحلم، في رمزيته العميقة، ليس مجرد مقعد للحكم، بل هو حلم إنساني خالد، إنه صورة الطموح الأبدي للإنسان في أن يتجاوز حدود الجسد والزمن، ليبلغ المجد ويقترب من الخلود، وهكذا يظل العرش رمزًا للحلم الذي لاينطفئ، مهما تغيّرت العصور وتبدلت الأزمان