يا أبناء الجنوب والعاصمة عدن… قوتنا في وحدة الصف

كتب / رائد عفيف
نداء الجنوب لأبنائه
يا أبناء الجنوب والعاصمة عدن، يا من سطرتم أروع دروس التاريخ في الدفاع عن أرضكم وهويتكم، حافظوا على النصر الذي ارتوت به عدن والجنوب بدماء الشهداء الأبطال. يا أبناء أبين وشبوة ولحج ويافع والضالع والصبيحة وحضرموت والمهرة، اليوم الجنوب يناديكم بقوة: لا تجعلوا دماء الشهداء والجرحى تذهب هدرًا بسبب الخلافات. الجنوب فوق كل خلاف… هيا هبوا.
الحقائق واضحة
لقد حاول الأعداء طويلًا تفريقنا بزرع الإشاعات وتشويه ما تبنيه قياداتنا من جيش جنوبي قوي يحمي الأرض والهوية. لكن الانتصارات العسكرية التي تحققت أسقطت حملات التضليل وكشفت زيف الأكاذيب.
الإعلام لا يخدعنا بعد اليوم
انظروا كيف يمجّد أبناء الشمال قياداتهم الفاشلة، بينما في الواقع لم تتقدم تلك القيادات نحو الجنوب شبرًا واحدًا، وكثير منهم هرب من أول طلقة. إنهم لا يجيدون سوى الهروب ونهب الثروات وصناعة الزعامة الوهمية عبر وسائل التواصل. وفي المقابل، يحاولون تشويه قياداتنا والسخرية منهم، مع أنهم أبطال خرجوا من الميادين وصنعوا الانتصارات، وأثبتوا أنهم أشداء على أعداء الجنوب.
لا تصدقوا إعلامهم الذي يحاول أن يوهمكم بأن القيادة الجنوبية تبحث عن مناصب جديدة؛ فأنتم شاهدتم كيف أن المجلس اليوم يفرض تعيينات وزارية بقوة ويثبت حضوره السياسي. لكن مسؤوليتنا الحقيقية اليوم هي الخروج إلى الساحات والمطالبة العلنية بإعلان الدولة الجنوبية الحديثة.
بخروجكم نفرض مستقبل الجنوب العربي.
وحدة الصف الجنوبي
لقد اعتدنا أن ننتقد أداء المجلس الانتقالي، وهذا حق مشروع، لكن اللحظة الراهنة تفرض أن نضع كل خلاف جانبي جانبًا، وأن نرتفع إلى مستوى التحدي الأكبر: قضية وطن وصوت واحد.
إن القوى الشمالية بمختلف توجهاتها قد توحدت في معركتها ضد الجنوب وضد الانتقالي، وهذا يكشف أن الهدف ليس شخصًا أو حزبًا، بل هو الجنوب نفسه، أرضًا وإنسانًا وحقًا في تقرير المصير.
معركتنا ليست ضد الشعب الشمالي، بل ضد القوى التي تريد احتلال الجنوب وفرض الوحدة بالقوة.
عقبات الماضي
لقد أثبتت بعض الأحداث التي شهدتها مناطق الجنوب أن هناك أطرافًا كانت تقدم مصالحها الخاصة على حساب القضية الجنوبية، مما أدى إلى تعطيل عجلة التقدم لفترة من الزمن. لكن بعد أن تراجع دور تلك الأطراف، أصبحت قضيتنا اليوم تناقش على طاولات العالم باعتبارها قضية شعب وحق مشروع. لقد كان عملهم مرتبطًا بأجندات لا تخدم الجنوب، بل تخدم مصالح ضيقة، بينما نحن اليوم نمضي بخطى ثابتة نحو المستقبل بفضل وحدة الصف الجنوبي.
لا مكان للمتفرجين
تذكروا كيف كنا بعد عام 2007م، وكيف أصبحنا اليوم في 2025م. كانوا يسخرون منا عندما كنا نخرج لنطالب باستعادة دولتنا، وما زالوا إلى اليوم يتمسخرون علينا. ومع ذلك، نحن اليوم استعدنا كل أراضي الجنوب، ولدينا جيش قوي وقيادة شجاعة خرجت من الميادين.
لكن الأعداء ما زالوا يسخرون، والكثير من أبناء الجنوب يصدقون هذه السخرية. يا أبناء الجنوب، راجعوا أنفسكم، وفرقوا بين ما تحقق على أرض الجنوب وبين من يتمسخر عليكم. عودوا إلى صفوف إخوانكم الجنوبيين، فنحن بحاجة إليكم رغم أننا قطعنا شوطًا طويلًا وحققنا الكثير من الأهداف. لن نقول إننا لسنا بحاجة إليكم بعد هذه الإنجازات، لا والله، لن نقول ذلك… قوتنا في وحدة صف الجنوبيين.
الساحات تنادي
اليوم، لا يكفي أن نرفع الصوت بالكلمات فقط، بل يجب أن نخرج إلى الساحات ونطالب بوضوح باستعادة دولتنا الجنوبية. العالم يسمع ويرى، وهذه لحظة تاريخية لوضع بصمتنا في مسار التحرر.
لا مكان للمترددين… الجنوب لن ينتظر.
خيار تاريخي
إننا أمام خيار تاريخي: إما أن نكون متفرقين فيُستغل ضعفنا، أو أن نكون موحدين فيُسمع صوتنا عاليًا مدويًا، حاملًا قضية الجنوب إلى العالم بوضوح لا يقبل الالتباس. فلنكن جميعًا على قلب واحد، نرفع راية الجنوب، ونؤكد أن معركتنا ليست ضد شعب، بل ضد من يريد أن يسلبنا حقنا في الحرية والكرامة.