اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
مقالات الراي الجنوبي

لمن لا يفهم السياسة… ولمن لا يقرأ بين السطور

كتب دكتور/مساعد الحريري

يا جماعة… خلّونا نتكلم بالصوت العالي والواضح، لأن بعض “النشطاء” للاسف يقرأون البيانات الدبلوماسية بنفس العقلية التي يقرأون بها الإشاعات في الواتس… ثم يخرجون يروّجون وكأنهم اكتشفوا كنزاً.

أولاً: كل زيارة سعودية لأي محافظة جنوبية هي جزء من ترتيبات إقليمية ودولية، وليست رسالة ضد الجنوب ولا ضد مشروعه الوطني. الدبلوماسية لا تقول كل شيء بصريح العبارة… لكنها تترك الإشارات لمن يعرف يفهم.

ثانياً: الوفد لم يأتِ ليمنح “شرعية” لقوة معينة أو لنزع شرعية عن أخرى… بل جاء لفرض تهدئة بين الأطراف اليمنية كلها، لأن الجنوب على الأرض يملك قوة، وشرعية شعب، وقدرة إدارة، لا يستطيع أحد تجاوزها… وهذه حقيقة ذكرها القحطاني نفسه حين قال:
القضية الجنوبية عادلة… ولا يمكن تجاوزها في أي تسوية سياسية قادمة.
يعني ببساطة: من يحلم أن المملكة ستتجاوز الجنوب أو قيادته… فليصحَ من حلمه.

ثالثاً: الحديث عن “خروج قوات الانتقالي من حضرموت والمهرة” كلام دبلوماسي يُقال في سياق تهدئة الأطراف… وليس قراراً قابلاً للتنفيذ على الأرض. لماذا؟
لأن الواقع يفرض نفسه… والقوات الجنوبية أصبحت رقماً صعباً، وموجودة بغطاء شعبي كامل، وبمباركة إقليمية ضمنية لأنها القوة الوحيدة التي أثبتت فعالية في مكافحة الإرهاب وضبط الأمن.

رابعاً: حضرموت ليست ساحة للصراع… لكنها أيضاً ليست أرضاً مستباحة لعودة الوادي إلى زمن الفوضى.
الجنوب اليوم موجود… ومحمي… ولديه مشروع سياسي واضح… ومؤسسات… وجيش… وشعب لا يقبل العودة للوراء.

خامساً: الاتفاق على “تحييد مواقع النفط” ليس ضد الجنوب… بل ضد الأطراف التي تحاول إشعال حضرموت كلما تعثرت مصالحها.
تحييد النفط يعني:
• لا عبث
• لا تهريب
• لا مليشيات
• لا ابتزاز
وأن تُدار المناطق بقوات حضرمية تحت إشراف سلطة حضرمية… وهذا مطلب جنوبي قبل أن يكون سعودياً.

سادساً: السعودية ليست ضد الجنوب… بل ضد الفوضى. وهي تدير ملفاً إقليمياً كبيراً، ووجودها في حضرموت ليس لتغيير خارطة الجنوب… بل لضبط إيقاع الأطراف اليمنية التي تحاول إعادة تدوير نفسها عبر حضرموت.

فرسالتي الى: “النشطاء المروجين”:
ان السياسة ليست منشور واتساب… وليست قراءة سطحية لجملة هنا أو هناك.
اقرأوا الصورة كاملة:
القضية الجنوبية اليوم على الطاولة… والجنوبيون هم اللاعب الأهم ميدانياً… وكل الأطراف — بما فيها الوفود الزائرة — تتحرك وفق هذه الحقيقة، وليس العكس.

الجنوب ثابت… والمشروع مستمر… ومن لا يفهم السياسة، فهذه مشكلته وليس مشكلتنا

زر الذهاب إلى الأعلى