في مقالة له.. رائد عفيف: من المهرة إلى عدن.. الجنوب يعيد ترتيب المشهد

 

رائد عفيف

يعيش الجنوب العربي اليوم على أعتاب مرحلة فارقة، حيث تتشكل ملامح واقع جديد يفرض نفسه بقوة على الأرض والسياسة معًا.

فالمشهد لم يعد مجرد تكهنات أو شعارات، بل خطوات عملية تتجسد في ترتيبات ميدانية وسياسية تمتد من المهرة إلى حضرموت، ومن عدن إلى كل محافظات الجنوب.

– انحسار نفوذ الشرعية: خروج شخصيات ورموز مرتبطة برشاد العليمي ومنظومته، ومعها قوات الحماية الرئاسية، يفتح الباب أمام إعادة رسم خارطة النفوذ.
– الانتقالي في قلب القرار: اجتماع المجلس الانتقالي الجنوبي في معاشيق ليس حدثًا عابرًا، بل إشارة واضحة إلى أن القرار الجنوبي يُصاغ من الداخل، وبإرادة جنوبية خالصة.
– حراك شعبي واسع: الاعتصامات المرتقبة في مختلف المحافظات الجنوبية تعكس استعداد الشارع لحماية أي قرار جنوبي قادم، وتؤكد أن الإرادة الشعبية باتت جزءًا من المعادلة.
– الاعتراف والولاء: وصول قيادات جنوبية إلى العاصمة عدن، وإعلانها الولاء للمجلس الانتقالي، يمثل خطوة رمزية وسياسية تعزز وحدة الصف الجنوبي، وتضع الشرعية أمام واقع جديد.
– المباركة الدولية والإقليمية: لا يمكن تجاهل أن التحولات الجارية تحظى بمتابعة إقليمية ودولية، ما يمنحها وزنًا إضافيًا ويجعلها جزءًا من الحسابات الكبرى في المنطقة.

لكن هذه اللحظة التاريخية، رغم قوتها، تحتاج إلى وعي جماهيري متماسك. فالمطابخ الإعلامية للإخوان والحوثي تعمل ليل نهار على تشويه المزاج الجنوبي، وزرع الشكوك في النفوس. وهنا تكمن مسؤولية النخب والصحافة الجنوبية في كشف التضليل، وتحصين المجتمع ضد محاولات التشكيك والانقسام.

خلاصة

الجنوب لا يقف اليوم عند حدود “فك ارتباط” أو إعلان حكومة، بل أمام مرحلة تأسيسية تتطلب وعيًا، وحدة صف، وإدراكًا لحجم التحديات.

إنها لحظة التحول الحاسمة التي ستحدد مستقبل الجنوب، وعلى الجنوبيين أن يكونوا في مستوى هذه اللحظة، بالثبات والوعي والالتفاف حول قرارهم الوطني.