اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

*بعد رفضه وساطات التهدئة – محروس يستغل سلطته ويتسبب في تأزيم الأوضاع في سقطرى*

 

*عبد الكريم بن قبلان*
*كاتب وناشط حقوقي*

تعيش سقطرى احلك اللحظات الحرجة بعد تطورات متسارعة للأحداث التي حدثت اليوم، حيث تسبب مدير ميناء سقطرى رياض سعيد ضمداد بأزمة خطيرة دخلت معترك ونفق مظلم قد تؤدي لاقدر الله لإنفجار الوضع في حال لم يتم تدارك الموقف، أتى ذلك بعد مشادات كلامية منه مع مدير شرطة السير السابق العقيد أحمد سعد القدومي ومن كانوا معه، حيث قام ضمداد بصفع العقيد القدومي والإعتداء على مراسل المجلس الإنتقالي الجنوبي وكسر الكاميرا الخاصة به، حيث تلاحقت الأحداث وتم اللقاء القبض على ضمداد، والذي أصبح بعد ذلك في عهدة الإنتقالي، ومالبث وتسارعت الأحداث والمواقف بالقبض على المقدم محمد مرشد والعقيد عبد الله سعيد حديد أركان أمن القوات الخاصة وعدد من الأفراد والضباط والشخصيات من الكوادر السقطرية، بإعتراف قناة المهرية التي أعلنت ان محروس تعرض لمحاولة إغتيال فاشلة وهو ما عمدت لنشره القنوات الإخوانية كأسلوب أتخذه الرحبي للترويج له، وكحسن نية وبعد وساطات قام بها بعض عقلاء ووجهاء سقطرى بمطالبتهم من الإنتقالي بأطلاق سراح رياض ضمداد، فيما رفض المحافظ محروس أي وساطات وعمد لتأزيم الوضع تحت مسمى السيادة الوطنية.

وتعيش اليوم سقطرى على صفيح ساخن وبأوضاع إستثنائية، تكاد الأوضاع المتأزمة على الأنفجار والعصف بالجميع وخصوصاً ومحروس قام يوم أمس بإخراج المدرعات والأطقم لمواجهة المتظاهرين السلميين المطالبين بتخفيض أسعار المشتقات النفطية أسوة ببقية محافظات الجمهورية، والتي رفض المتنفذ والمحتكر العيسي تخفيض تلك الأسعار وهو ما حدى بالمواطنين لغلق المحطة قبل أن يوجه محروس الأمن والجيش للنزول وفتحها وحماية المستثمر بقوة السلاح.

من جهة أخرى أعلنت كافة الوسائل الإعلامية التابعة لحزب الإصلاح الإخوان المسلمين بأن محروس تعرض لمحاولة إغتيال فاشلة من قبل من اسماهم ميليشيات تتبع الإمارات في اتهام واضح وصريح لدولة الإمارات كتصفية حسابات بين حزب الإصلاح الرافض لوجود مؤسسة خليفة والمتأزم من المشاريع الإنسانية التي تقدمها للناس والتفاف المواطن السقطري حولها.
فيما استهجن آخرون طريقة تعاطي المحافظ محروس والذي اتجه نحو إختطافات في واقع أقل ما يقال عنه تصفية حسابات، بالإضافة إلى قطع الطرقات بأسلوب لا تقوم بها إلا الميليشيات الإرهابية، حيث كان من المفترض عليه أن يقوم بلم شمل وتهدئة تلك الأطراف والقبول بوساطة العقلاء لرأب الصداع والعمل على حل القضايا كرجل دولة ومسؤول عن الجزيرة ومن فيها وليس بالإتجاه إلى صب الزيت على النار.

وللأسف فنحن قد حذرنا من خطورة مثل هذه الأعمال والقيادة المتهورة بالإجراءات العشوائية والغير قانونية والتي ستجر سقطرى نحو كارثة لا يحمد عقباها، ونادينا في أكثر من موقف قيادة الدولة من قمة هرمها إلى تلافي الأوضاع، ولكن لا حياة لمن تنادي.

ولاتزال الأوضاع متوترة ومشحونة بين الأطراف وخصوصاً حزب الإصلاح مع الإنتقالي الذي باتت قنواته الإعلامية تزيد الوضع سواء وتسخن الموقف بأكاذيب وإفتراءات الذي يركض وراءها الرحبي، والذي وللأسف نصب نفسه ناطق رسمي لسقطرى، حيث أوجد نفسه في أكثر من حدث لخلق الفوضى وتغذية الصراعات عبر أخبار وتقارير مفبركة بمطبخ إعلامي يسعى لشق الصف وإثارة النعرات في سقطرى بدعوته لملشنة الجزيرة وإستعداء من بات يصنع التنمية وينقل سقطرى من سنوات الأزمات نحو أفق ارحب بفضل مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، وهو ما سعى له حزب الإصلاح لأتهام كل الباحثين عن غد جميل ومتطور لسقطرى بأنهم ميليشيات تتبع الإمارات، وهو الوتر الذي يضرب عليه الإخوان ومن سار على فلكهم.

سقطرى بين مفترق طرق وعلى العقلاء والخيرين من ابناء الجزيرة سرعة العمل على إخماد نيران الحقد الذي ينفخ فيها حزب الإصلاح عبر قنواته المختلفة، وقبل أن لا ينفع الندم على القيادة السياسية ممثلة برئيس الجمهورية ورئيس الوزراء سرعة تلافي الوضع وإنقاذ ما يمكن إنقاذه (قبل ان نبكي على اللبن المسكوب على الأرض).

زر الذهاب إلى الأعلى