مرام سامي: أنا صنيعة أمي

مرام سامي
أنا صنيعة أمي، تربيت بين يديها كما تُنحت التحفة بين أنامل فنانٍ صبور. كل خطوة أخطوها في دروبي هي صدى لتعزيزها الدائم لي، هي من غرست فيّ الثقة، وسقت أحلامي بحبها حتى أينعت وأزهرت رغم العواصف.
كثيرٌ هي العقبات التي وقفت في وجهي، حطّمتني أحيانًا، وأربكتني أحايين أخرى، لكن أمي… كانت دائمًا هناك، تلمّ شتاتي بكلمة، وتجمع خوفي بحضنٍ لا يعرف الانكسار.
كانت تضع يدها على قلبي لتقول: “قومي يا ابنتي، أنتِ أقوى من أن تُهزمي”، فأنهضُ وفي قلبي نورها يضيء العتمات.
تعلمت منها أن السقوط ليس نهاية الطريق، وأن كل وجعٍ يمكن أن يتحول إلى درس، وكل انكسارٍ يمكن أن يصنع بدايات جديدة.
أمي لم تكتفِ بإنجابي جسدًا، بل أعادت خلقي روحًا في كل مرة فقدت فيها نفسي.
أنا اليوم امتداد لحلمها، ومرآة لقلبها، وما أنا عليه الآن ما هو إلا ثمرة صبرها وإيمانها بي، وحبها الخالد الذي يرافقني في كل لحظة، ونورها الذي يهديني حتى في أحلك الليالي.
كل إنجازٍ أحققه وكل فرحةٍ أعيشها هي شهادة صامتة على عظمة أمّي، وعلى أن وراء كل نجاح امرأةً أعطت بلا حدود، وحبت بلا شروط، وعلمت بلا كلل.
فيا ليت كل العالم يعلم أن خلف كل ابنةٍ تقف شامخة، هناك أمّ عظيمة صنعت منها المعجزة، ووضعت في قلبها بذرة الأمل التي تنمو فينا كل يوم، لتصبح حياتنا لوحة متكاملة من الحب، القوة، والجمال