رسالته لوالد الشهيدة المشهري تثير جدلاً واسعا.. حميد الأحمر يطالب بصمت العدالة في تعز

النقابي الجنوبي / خاص
أثار منشور نشرته شقيقة الشهيدة افتهان المشهري جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن كشفت فيه عن رسالة رسمية بعث بها القيادي الإخواني والبرلماني اليمني حميد الأحمر إلى والد الشهيدة يدعوه فيها إلى التنازل عن دم ابنته واللجوء إلى حل قبلي، مبررًا ذلك بالظروف الحرجة التي تمر بها البلاد وتربص الأعداء بمدينة تعز.
الأحمر، وفي رسالته التي حملت توقيعه الرسمي وصف العفو عن القتلة بأنه شجاعة وحكمة مؤكداً أن خصوم مدينة تعز وعلى رأسهم جماعة الحوثي وبقايا نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح يسعون إلى استغلال القضية لإشعال فتنة تهدد استقرار المدينة.
ودعا والد الشهيدة إلى العفو لوجه الله محذرًا من أن القصاص قد يقود إلى فوضى تستهدف سلطة تعز المحلية.
لم تمر رسالة القيادي الإخواني حميد الأحمر إلى والد الشهيدة افتهان المشهري مرور الكرام، إذ تحولت إلى وثيقة اتهام سياسية قبل أن تكون دعوة للحكمة بعد أن ناشد الرجل أسرة الشهيدة التنازل عن دم ابنتهم بحجة “الظروف الحرجة وتربص الأعداء بتعز.
الرسالة قوبلت بانتقادات حادة من نشطاء ومتابعين اعتبروا أن مضمونها يمثل محاولة للالتفاف على العدالة والتستر على هوية القتلة ومن يقف وراءهم.
وتساءلوا: لماذا لم يوجّه الأحمر دعوته لسلطات الأمر الواقع في تعز لاتخاذ خطوات قانونية تقضي بالقبض على المتورطين وتقديمهم للمحاكمة؟
ويرى منتقدو الأحمر أن الدعوة إلى “العفو القبلي” تعكس سعيًا لحماية مصالح حزبية على حساب العدالة مشيرين إلى أن المطالبة بالتنازل عن دم الشهيدة تمثل في جوهرها تضحية بحق الضحية وذويها مقابل بقاء نفوذ حزبي وسياسي وهو ما يفتح الباب لمزيد من الفوضى والجريمة في المدينة.
القضية التي هزت الرأي العام في تعز لا تزال مفتوحة فيما يصر ذوو الشهيدة وناشطون حقوقيون على أن الطريق الوحيد لحماية استقرار المدينة هو تطبيق القانون ومحاسبة الجناة معتبرين أن التنازل عن دم الشهيدة لن يوقف الفوضى بل سيكرّس ثقافة الإفلات من العقاب.