الجزء الثاني: التوازن بين الواجب والعاطفة

 

كتب/ بسمة نصر

 

بين قلق قلبي على أمي وضغط عملي كمحررة أخبار، شعرت بالانقسام التام. كلا العالمين كان يسحبني إلى جانبه: قلبي يصرخ خوفا على أمي، وعقلي يذكرني بالمسؤوليات والمواعيد النهائية للعمل.

لم يكن من السهل اختيار أحدهما على الآخر.

حاولت الاتصال “بزميلتي في العمل”، وشرحت لها الموقف بسرعة، كنت أخشى أن ترفض أو أن أترك عملي بدون تغطية، مما يزيد الضغط على الفريق.

لكن قلبها، كما عهدته دوما، كان رقيقا ومتفهما. أرسلت رسالة تؤكد أنها ستغطي عملي، وقدمت لي طمأنينة كبيرة، كأنها رفعت نصف الثقل عن صدري.

 

بينما كنت جالسة بجانب أمي، أراقب أنفاسها واستقرارها البطيء، شعرت بالامتنان لهذه الروح الطيبة في زميلتي، وتعلمت درسا عميقا: يمكننا إيجاد حلول حتى في أصعب الظروف، وأن الحب والالتزام لا يتعارضان إذا تحلينا بالصبر والتواصل.

 

جلست أنتظر خالتي التي وعدت بالمجيء، لتقف معنا وتخفف عني عبء الحضور المستمر في المستشفى، وفي الوقت نفسه تمنحني فرصة للعودة للعمل واستكمال واجباتي.

كانت كل دقيقة تمر كأنها اختبار لصبري، لكن وجود أمي أمامي، بين الخوف والدعاء، جعل كل شيء آخر يبدو ثانويا.

 

اقتباس: “الحب والواجب لا يتعارضان، بل يمكن أن يتكاملا إذا أردنا ذلك، والحلول دائما موجودة لمن يبحث عنها بصبر وإصرار”.