فرصة تاريخية لشباب الجنوب بعد عقود من الحرمان..

بقلم / أدهم الغزالي
منذ حرب 1994م حرم شباب الجنوب من حقهم الطبيعي في الابتعاث والدراسة بالخارج، في ظل سياسة ممنهجة استهدفت كسر أي محاولة لتأهيل كوادر علمية جنوبية قادرة على قيادة مسيرة البناء والتحرير وقد ظل هذا الحرمان أحد أشد أوجه الظلم قسوة على أجيال متعاقبة ومنع الجنوب من امتلاك الكوادر المؤهلة لبناء مستقبله.
وفي خطوة تاريخية وملهمة ودع فخامة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي شباب الجنوب في المطار وشجعهم على الانطلاق في طريق العلم مؤكدا أن الاستثمار في عقولهم هو السبيل الأوحد لبناء دولة مستقرة ونهضة وطنية حقيقية.
ان هذه المنحة ليست مجرد فرصة تعليمية عابرة ولكنها تمثل بداية مسار استراتيجي لإعداد وتأهيل الكادر الجنوبي تأهيلاً علميا رصينا ومدّ جسور التعاون والشراكة مع مختلف دول العالم بما يرسخ حضور الجنوب ويؤسس لنهضة معرفية حقيقية قادرة على بناء مداميك الدولة القادمة وضمان استقرارها وتطورها.
إن التعليم قضية جامعة لا تحتمل المزايدات ولا تختزل في خلافات السياسة فالحرب التي استهدفت الجنوب لم تكن عسكرية فقط ولكنها امتدت إلى وعي الإنسان ومستقبله ومن يقف اليوم ضد هذه الفرصة التعليمية إنما يقف ضد حق الجنوب في النهوض وبناء ذاته بالعلم والمعرفة.
ويمثل ابتعاث طلاب الجنوب محطة وطنية مفصلية تتجاوز حدود التعليم إلى كونها رافعة استراتيجية لإعداد جيل مؤهل قادر على الإسهام في بناء مؤسسات الدولة وترسيخ استقرارها.
إنه استثمار في الإنسان ورسالة تؤكد أن مستقبل الجنوب يبدأ من قاعات الجامعات ومراكز البحث حيث تُصاغ العقول التي ستصنع الغد المشرق.
وفي هذا السياق يحق لكل جنوبي أن يثمن الجهود المتميزة التي بذلها المجلس الانتقالي الجنوبي في هذا الملف وبوجه خاص فخامة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي الذي جعل من قضية التعليم وتأهيل الشباب أولوية وطنية إدراكا منه أن بناء الدولة لا يكتمل إلا ببناء الإنسان.