اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

بعسسة: جريمة القناعات

 

كتب / علي محمد سيقلي

يبدو أن قناعاتي الشخصية، في زمننا هذا، أصبحت مثل عطر أبو كلب، إن مررت بها أمامك ورفضت رائحتها، لا تكتفي بإدارة وجهك، بل تشهر في وجه البائع صرخة ممتعض، وكأنه هو من صنعها وركبها في معمل جدته.

يا صديقي المختلف بكل تفاصيل رأسك المربع، أنا لم أطلب منك توقيع عقد إذعان لرأيي الشخصي، ولم أرسل لك رسالة على الخاص تقول: “من الآن فصاعدا، كل من لا يتبنى قناعاتي فهو عدوي اللدود، من اليوم إلى يوم يبعثون”.

كل ما في الأمر أني أعيش داخل دماغي، وأفكر بوقودي الخاص، وأعيش كما تعيش الدبابير في عشها، وأنت حر أن تظل داخل دماغك “براحتك” أو حتى أن تنتقل للعيش في دماغ أي جمل صحراوي يعجبك.

وإن لم تشبههم الخالق الناطق في كل حرف، أعلنوا عليك حربا أهلية إلكترونية لا هوادة فيها.

يا حضرات الذين يخلطون بين الرأي والشخص. حين أقول رأيا يخالف رأيكم، فهذه ليست مؤامرة لإسقاط هيبتكم، ولا محاولة لاختبار صبركم، ولا هي خطة خبيثة لتفتيت الود الذي بيننا.
إنه مجرد رأي… أي نعم، وأقسم أنه مجرد رأي، لا أقل ولا أكثر، لكم أن تأخذوه أو تتركوه في حال سبيله، لكن لا تتركوا إنسانيتكم على قارعة الشماتة.

الخلاف لا يفسد للود قضية…
لكن على ما يبدو، بعض الناس قرأوها هكذا:
“الخلاف لا يفسد للود قضية، إلا قضيتي، فحينها أفسد كل شيء وأقطع صلتي بك وأتهمك بأنك عميل وحاقد وجاسوس وحوثي وإبن ستين عفاشي”.
يا صديقي المختلف عن البشر، لن أطلب منك أن تتبنى قناعاتي، لكني سأطلب منك شيئًا واحدا، ألا وهو أن لا ترفضني لشخصي، فقط لأن رأسي لم يصنع من نفس زفت الطين الذي صنع منه رأسك.
سلامات.

زر الذهاب إلى الأعلى