انطباعات شخصية عن ذكري الحراك الجنوبي .. د. محمد علي السقاف يستعرض الذكرى 18 لاعتصام المتقاعدين المسرحين قسرا

د محمد علي السقاف
بدعوة كريمة من المناضل الكبير الدكتور عبده المعطري
للكتابة بمناسبة احتفال المتقاعدين العسكريين والامنيين والمدنيين تلقيت دعوة من اخي وصديقي بكتابة مقال بهذه المناسبة مثلما كتبت قبل ذلك من سنوات قليلة .
تميز الحراك الجنوبي بعدة امور عن الحراك في مناطق اخري من العالم وتميز بخاصية فريدة في تجربته عن التجارب الاخري يمكن توصيفها بانها اشعلت ثورة سلمية جميع الكيانات السياسية التي تلتها علي مستوي الجنــــــــــــــــــــــــوب لم تستطع مواكبتها بل يمكن القول انها تراجعت نسبيا عن مستوي الانجازات خاصة في الداخل الجنوبي من ناحية الانفلات الامني والتدهور المعيشي للمواطنين برغم اختلاف القدرات المادية والسياسية التي حصلت عليها من جاء بعدها .
التميز الكبير للحراك الجنوبي ان قادته من كبار القادة العسكريين وبرغم انتمائهم الي المؤسسة العسكرية وكان بامكانهم مع المؤسسة الامنية مواجهة نظام الرئيس علي عبد الله صالح باستخدام القوة والعنف ولكنهم فضلوا النضال السلمي والسياسي والقانوني في مواجهة التحديات .
لم يكن الحراك الجنوبي نتيجة استجابة لدعوات خارجية او بتمويل من جهات خارجية وانما نبتت من ارض الجنوب ذاته مهد لهذا التوجه نخبها ومفكريها الذين اظهروا بجلاء ان قيام دولة الوحدة تمت علي حساب مصالح الجنوب ولم تكن متوازية في المسئوليات والمصالح بين دولتين ذات سيادة . وكان لدور كل من الدكتور الفقيد ابوبكر السقاف ، والدكتور محمد علي السقاف استاذ القانون الدولي والناشط احمد عمر بن فريد في توضيح الأخطاء الجسام التي صاحبت قيام دولة الوحدة في مايو 1990 . وكان للآلية الإعلامية الصحفية مثل صحيفة الايام برئاسة الفقيد هشام باشراحيل ، وصحيفة الطريق وتلفزيون عدن لايف برئاسة الاخ عبد الناصر الجعري الذي كان يبث من لندن دورًا كبيرا في توسيع دائرة التوعية الحقوقية والسياسية لشعب الجنوب.
ومن القيادات البارزة اشير الي رئيس مجلس التنسيق الاعلي للمسرحين قسرًا الاخ ناصر النوبة ، ومن الشخصيات الوطنية الاخري البارزة حسن باعوم والشهيد محمد صالح طماح واخرين من القيادات الذي يصعب ذكر اسمائهم جميعًا
وعلي المستوي الدولي قام البعض بزيارات الي بعض الدول الغربية في هولندا و النرويج حيث قام الدكتور محمد السقاف بإلقاء محاضرة في مجموعة من طلبة جامعة وارسو ، وفي نيويورك المشاركة في عدد من الندوات بحضور عدد من سفراء امريكا السابقين في اليمن وقيام الدكتور الدبلوماسي الخوري بتقديم فكرة عن المحاضر وكذلك تم الاجتماع مع المبعوث الاممي جمال بن عمر وطلبه مني معرفة تفاصيل اكثر عن الحراك الجنوبي والتحديات التي تواجهه وعلاقته بادارة الرئيس علي عبد الله صالح .
واللافت ان الحراك الجنوبي والحوثيين اشار أليهم بالاسم بشكل لافت في نص قرار مجلس الامن الدولي رقم (2140 ) لعام 2014. واهمية هذه الاشارة في صلب قرار مجلس الامن الدولي ان المجلس لم يسمي اي كيان اخر جنوبي بعد ذلك التاريخ .والمظهر الفريد الاخر للحراك الجنوبي ان قياداته وزعاماته لم تكن محصورة تمثيلها في منطقة جغرافية جنوبية محددة حيث جميع القيادات جاءت من جميع المحافظات دون أستثناء سواء علي مستوي القيادات العسكرية والامنية والمدنية او في اطار نخبها ومفكريها . البعض ممن شاركوا في الحراك تعرضوا الي الضرب المبرح مثل الدكتور ابوبكر السقاف ،فيما السجن للدكتور محمد علي السقاف
في الخلاصة لم يكن لدي قادة الحراك الجنوبي قوي اقليمية تسندهم وتدعمهم كما توفر للكيانات اللاحقة التي حظيت مثل المجلس الانتقالي الى تمثيل في الحكومة اليمنية وتمثيل اخر ككيان خارج اطار الحكومة والبعض الاخر من الكيانات عملت وفق اختلاف علاقاتها بقوي اقليمية في الحديث عن القضية الجنوبية .
ومن حسن الطالع ان الأسس والأهداف الاساسية لطموحات شعب الجنوب تمت بفضل الحراك الجنوبي والذي من المؤمل ان يساهم ذلك في مساعدة الكيانات الرئيسية اللاحقة سواء علي مستوي شعار استعادة الدولة وليس النظام السياسي السابق و ان يتم التمثيل القيادي ليشمل جميع ان لم يكن اغلب مناطق الجنوب . واود الاشارة في الاخير الي امرين : من جهة تقديم اعتذاري لعدم سرد اسماء كثيرة من الشخصيات و مناضلي الحراك الجنوبي في هذه الاطلالة السريعة واتمني ان تفهم قيادات الحراك الجنوبي ان ” الثورة تأكل ابنائها ” كما قالها الثائر الفرنسي الشهير جورج جاك دانتون احد زعماء الثورة الفرنسية وهو أمام مقصلة الاعدام وان نقولها نحن مرارًا لا خير في ثورة تاكل ابنائها وتعمد الثوار الجدد تجاهل ثوار الحراك الجنوبي الذين هم دون شك عرفتهم الساحات والاحداث في المجالات المختلفة .
بريطانيا في الثامن عشر من رمضان الموافق ال18 / 3 / 2025