الأزارق اليوم تدثر ثوب الحزن

الأزارق اليوم تدثر ثوب الحزن
المرثي /محسن قائد الحميدي
تلبس ثوب الأسى وتودّع رجلاً نبيلاً، وعلماً من أعلامها البارزين، الشيخ وليد خالد أحمد، الذي رحل عن دنيانا فجأة إثر ذبحة صدرية، تاركاً وراءه جرحاً غائراً وألماً يعتصر القلوب.
لقد فقدت الأزارق برحيله رجلاً شهمًا عُرف بالمروءة والشجاعة والكرم، رجلًا لم يكن عابراً في حياتنا، بل كان رمزًا من رموز الخير، وركناً من أركان الوفاء. عرفناه بوجهه البشوش، وكلمته الصادقة، وقلبه الذي يتسع للجميع. لم يعرف الحقد ولا البغضاء، بل كان يسعى للإصلاح بين الناس، ويغرس قيم المحبة والتسامح في كل مجلس يحضره.
رحل الشيخ وليد، لكن أثره باقٍ فينا، وسيرته العطرة ستظل منارة يهتدي بها من بعده. فقد كان نعم الأخ، ونعم الصديق، ونعم الرجل الذي يجتمع الناس على حبه واحترامه. خسارته ليست خسارة لأسرته الكريمة فحسب، بل هي خسارة للأزارق والضالع بأسرها، بل خسارة لكل من عرفه وعاشره.
يا لثقل الفقد ويا لمرارة الرحيل.. كيف للقلوب أن تحتمل غياب رجل جمع بين النُبل والأخلاق العالية، وبين الكلمة الطيبة والفعل الصادق؟ إننا نقف اليوم أمام هذا المصاب الجلل عاجزين عن التعبير، تائهين بين صدمة الفقد ومرارة الخسارة.
لكن عزاؤنا أنه رحل إلى رب رحيم كريم، نسأله سبحانه أن يتغمد فقيدنا الغالي بواسع رحمته ومغفرته، وأن يجعل مثواه الجنة، ويجمعنا به في دار لا فراق بعدها