اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.
آخر الأخبار

تصاعد التوتر بين كمبوديا وتايلند.. مقتل العشرات ونزوح واسع بعد أعنف جولة اشتباكات حدودية منذ عقود

 

 

النقابي الجنوبي – متابعات

 

اندلعت في 24 يوليو/تموز الماضي جولة دامية من الاشتباكات بين كمبوديا وتايلند، في تصعيد غير مسبوق لنزاع حدودي وديني وثقافي ظل خاملاً لسنوات، ما أسفر عن مقتل 43 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين، وإصابة العشرات، إلى جانب نزوح أكثر من 350 ألف شخص من البلدين.

وانطلقت المواجهات بعد حادث تبادل إطلاق نار في 28 مايو/أيار الماضي على الحدود المتنازع عليها، أسفر عن مقتل جندي كمبودي. لكن المواجهات تصاعدت لاحقا إلى صراع مفتوح شمل استخدام الطائرات الحربية والمسيرات والقصف المدفعي، إضافة إلى تحريك وحدات بحرية.

وأعلنت الدولتان وقف إطلاق نار غير مشروط في 28 يوليو/تموز، عقب لقاء جمع رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت، ونظيره التايلندي بالإنابة فومثام ويتشاياتشاي في العاصمة الماليزية بوتراجايا، بحضور رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، الرئيس الحالي لرابطة آسيان.

– ضغوط دولية وتهديدات تجارية

جاء الاتفاق بعد ضغوط أمريكية وصينية، إذ لوّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتجميد الامتيازات التجارية للبلدين، وفرض رسوم جمركية تصل إلى 36% على وارداتهما، إذا لم يلتزما بوقف إطلاق النار.

ورغم الهدنة، تبادلت الدولتان لاحقًا الاتهامات بخرق الاتفاق، ما يهدد بعودة التصعيد.

-صراع على التاريخ والدين

وتعود جذور النزاع إلى خلافات حول معبد برياه فيهيار المدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، ومعابد أخرى تقع في منطقة حدودية غنية بالموارد تُعرف باسم “المثلث الزمردي”.

ورغم أن البلدين يدينان بالبوذية من نفس المذهب (التيرافادا)، فإن الخطاب القومي في كل منهما يوظف الدين لإثبات أحقية السيادة على الأرض.

– خلفية استعمارية

وتُشير الوثائق إلى أن الحدود الحالية رُسمت بين الاستعمار الفرنسي في كمبوديا ومملكة سيام (تايلند) عام 1907، وهو ما ترفضه بانكوك التي تستند إلى اتفاق سابق يعود لعام 1904.

وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لا يزال اتفاق وقف إطلاق النار قائمًا، لكنه هش وتحت الاختبار، في ظل استمرار الاحتقان الشعبي والخطابات التعبوية في البلدين.

زر الذهاب إلى الأعلى