اعلان كاك بنك صحيفة النقابي.

الحوثي بين محاضرات الليل وممارسات النهار

كتب/مروان قائد محسن

هل يظن عبده الحوثي أن بامكانه خداع الناس بأن يعمل مجرم طوال النهار ليتحول ليلا إلى واعظ هل يفهم أن الناس يعلمون بأنه المصدر المسؤول عن بؤسهم وعذابهم ومعاناتهم وأنه لا يمكنه الهروب وتقديم نفسه كمنقذ لهم ربما يخيل له أن الناس ينتظرون سماع محاضراته لكن هل هو مريض إلى هذا الحد، هل يعلم أن حضور محاضراته تتم بطريقة إجبارية وأنهم يسبحون بلعناتهم وراء كل كلمة يقولها، هل يعلم أن محاضراته البائرة تتعارض مع ممارساته الإجرامية وأن الناس قد صاروا يفهمونه تماما عميلا فارسيا وخائنا للوطن لصا فاسدا وقاطعا للطريق سجانا وجلادا وقاتلا ومقاول حرب؟

لقد امتدت المواجع والجروح والقهر والحرمان إلى كل بيت يمني هل يعلم أن الإجبار على سماع أي شيء يعد انتهاكا للحريات وهذا يولد الرفض القاطع لكل كلمة مهما كانت طالما وهي صادرة ممن ينتهك حرياتهم فمن ينتهك حريتي لا يمكنه تحريري ولا يمكن أن يكون هو منقذي، هل يدرك أن هذيانه الليلي يعد في نظر الناس إزعاجا إضافيا وتذكيرا لهم بمن سرقهم وتسبب في أذية حياتهم وتكديرها وتنغيصها وتكبيدها مرارة العيش؟

انها النكتة العريضة عندما يقول لنا خافوا الله، يقول لنا خافوا الله بلا خجل أو حياء، وهو أولى الناس بنصيحته فكم كنا ولا زلنا نطالبه بأن يخاف الله خصوصا والمقابر تمتلئ بالقتلى والمستشفيات تمتلئ بالجرحى والجولات تمتلئ بالمتسولين والشوارع تمتلئ بالعاطلين والسجون تمتلئ بالمختطفين والمخفيين والمنازل تمتلئ بالكادحين والمحرومين والقهر والحسرة يملأ القلوب والنفوس يقول لنا خافوا الله والمساجد خاوية مُنعت فيها عبادة الله والبطون جائعة.

الناس حُرمت من أرزاقها والجيوب فارغة صُودرت مرتباتها والجبايات نشطة لنهب ما تبقى من أسباب الحياة قلوب مكلومة وطرقات ملغومة وأفكار مسمومة ومصاريف معدومة ولم يعد الناس يجدون اللقمة الكريمة فمنذ متى كان الناس مستمعين لمن أدخل حياتهم في الجحيم ومنذ متى كانوا مهتمين بما سيقوله جلادهم ومجرمهم اللعين لا أعتقد أن عبده الحوثي شخص سوي سليم العقل والجسد والدين إن كان يفكر بمقدرته على مغالطة الناس وجرهم خلفه كالقطيع وهو يحاضرهم أو بالأصح يحرضهم على الكراهية والعنف والقتل وإسالة المزيد من دماء اليمنيين.

لم يعد الناس بحاجة لمحاضراتك فلن يكون الحل لمشكلتهم من كان هو سبب كل المشكلة إن اللجوء للمحاضرات في مراحل الجوع والفقر هو هروب من الاستحقاقات الشعبية بل يعد استمتاعا بمعانات الناس الغارقين في الآلام والمآسي من رأسهم إلى أقدامهم ولا أمل لهم في الشفاء مما هم عليه إلا بالخلاص منك ومحاضراتك البائخة التي تدعي قدسية السلالة وتحويل الناس إلى عبيد لها سيسقط مشروعك لا محالة كونه يناهض شرع الله وستعلم أن مغازي ومعاني محاضراتك قد ديست بالأقدام

زر الذهاب إلى الأعلى